ساحة الأعضاء! تسجيل جديد تسجيل الدخول
English Language

أمراض معدية

2016-04-02

الحُمى الصفراء " Yellow Fever"

الحُمى الصفراء " Yellow Fever"

ماهي الحُمى الصفراء ؟  حُمى نزفية تصنف من ضمن الأمراض الفيروسية المعدية التي ينتقل فيها المرض من خلال لدغة البعوضة الحاملة للمرض، لذا فهو منتشر في المناطق المدارية مثل أفريقيا وأمريكا الجنوبية، ويطلق على هذا المرض الحمى الصفراء نظراً لأنه يسبب اليرقان (الصفراء) .

و بالرغم من توافر لِقاحِ فعّالِ ضد هذا المرض منذ أكثر من 60 سنةِ حيث قام بتطويره في عام 1937م ماكس ثيلر الطبيب الباحث من جنوب إفريقيا، ومع ذلك فإن عدد المصابين به خلال العقدين الماضيين قد زاد وعادت الحمى الصفراء لتفرض نفسها على الساحة كقضية شأن صحي ذات أهمية بالغة .

كيف تحدث العدوى ؟

تحدث الحُمى الصفراء نتيجة حمل البعوضة الزاعجة المصرية (AEDES AEGYPTI) في معظم الحالات ميكروب الحُمى الصفراء. يدخل الميكروب إلى الجسم حيث ينمو بسرعة وتستطيع لدغة البعوضة بعد مرور فترة تتراوح بين تسعة واثني عشر يوماً إحداث الحُمى الصفراء كما تستطيع البعوضة التي أصبحت حاملة للعدوى بالفيروس أو الميكروب نقل المرض فيما تبقى من حياتها. كما تتسبب بعوضة Haemagogus spp)) في المرض ولكن هذه البعوضة متواجدة في أمريكا الجنوبية فقط.

 

الانتشار:
يشهد كل عام وقوع نحو 200000 حالة من حالات الحُمى الصفراء في جميع أنحاء العالم تؤدي 30000 حالة منها إلى الوفاة، 90% من هذه الحالات تحدث في أفريقيا بشكل رئيسي وبعض دول أمريكا اللاتينية.

العلامات والأعراض:

يمر الفيروس بعد اكتسابه بفترة حضانة داخل الجسم تدوم ثلاثة إلى ستة أيام، تتبعها عدوى قد تحدث في مرحلة واحدة أو مرحلتين. حيث أنّ المرحلة الأولى: فهي "حادة" وتتسبّب عادة في الإصابة بحمى وألم عضلي وألم شديد في الظهر، وصداع وارتعاد وفقدان الشهية وغثيان أو تقيّؤ. وتتحسن أحوال معظم المرضى وتختفي أعراضهم بعد مرور ثلاثة إلى أربعة أيام.

بينما 15% من المرضى يدخلون مرحلة ثانية أكثر سمومية في غضون 24 ساعة من انقضاء المرحلة الأولى. والمُلاحظ عودة الحمى الشديدة وتضرّر عدة من أجهزة الجسم وسرعان ما يظهر يرقان على المريض، الذي يصبح يعاني من ألم بطني مع تقيّؤ. ويمكن حدوث نزف من الفم أو الأنف أو العينين أو المعدة. وعندما يحدث ذلك يظهر الدم في القيء والبراز، وتتسم هذه المرحلة أيضاً بتدهور وظيفة الكلى. ويقضي نصف المرضى الذين يدخلون المرحلة السامة في غضون 10 إلى 14 يوماً، وتتماثل بقية المرضى للشفاء دون أية أضرار عضوية كبيرة.

والجدير بالذكر أنّه يصعُب تشخيص الحُمى الصفراء، ولاسيما خلال المراحل المبكّرة. ويمكن الخلط بينها وبين الملاريا وحمى الضنك النزفية والتهاب الكبد الفيروسي (خصوصاً التهابي الكبد B وD) وأنواع الحمى النزفية الأخرى (الحميات البوليفية والأرجنتينية والفنزويلية النزفية وتلك الناجمة عن الفيروسات المصفّرة الأخرى مثل فيروس غرب النيل وفيروس زيكا وغيرهما) وأمراض أخرى، فضلاً عن حالات التسمّم. ويمكن أن تكشف تحاليل الدم عن أضداد الحمى الصفراء التي تُفرز استجابة للعدوى.
وتُستخدم عدة تقنيات أخرى للكشف عن الفيروس في عيّنات الدم أو نُسج الكبد التي تُجمع من المريض بعد وفاته. وتقتضي تلك الاختبارات موظفين مختبريين من ذوي المهارات العالية وأجهزة ومعدات متخصّصة.

 

مضاعفات الحُمى الصفراء :

·        التهاب النكفية.

·        التهاب عدوي ثانوي.

·        التخثر المنتثر داخل الأوعية.

·        فشل كلوي، وفشل الكبد أيضاً.

·        غيبوبة و قد تؤدي إلى الوفاة.

تشخيص الحُمى الصفراء : يقوم الطبيب بأجراء الفحوصات السريرية اللازمة , وبذلك يستطيع معرفة وجود فشل في القلب او الكبد مترافق مع الحمى الصفراء. - من المهم أن تخبر طبيبك إذا كنت قد سافرت  إلى المناطق التي ينتشر بها هذا المرض . - يمكن أجراء فحص للدم لتأكيد التشخيص.

الفئات المختطرة :

يحدق خطر الحمى الصفراء بأكثر من 900 مليون نسمة في 44 بلداً ممّن يتوطنها المرض في أفريقيا وأمريكا اللاتينية. وفي أفريقيا يعيش نحو 508 ملايين نسمة في 31 بلداً مختطراً. وتعيش بقية الفئات السكانية المختطرة في 13 بلداً في أمريكا اللاتينية، علماً بأنّ أشدّ الفئات اختطاراً هي تلك التي تعيش في بوليفيا والبرازيل وكولومبيا وإكوادور وبيرو.

تشير تقديرات المنظمة المستقاة من مطلع التسعينات إلى أن من المتوقع أن تحدث سنوياً 000200 حالة إصابة بالحمى الصفراء في العالم وتحصد أرواح 30000 شخص من المصابين بها، وتقع نسبة 90٪ منها في أفريقيا. وثمة تحليل أُجرِي مؤخراً لمصادر البيانات الأفريقية المقرر نشرها في وقت لاحق من هذا العام تشير التقديرات الواردة فيه إلى أرقام مماثلة، ولكن بعبء أقل بشكل طفيف يتراوح بين 84000 و170000 حالة شديدة للإصابة بالحمى وفي عام 2013 تراوح عدد الوفيات الناجمة عن الحمى الصفراء بأفريقيا بين 29000 و 60000 وفاة. ومن شأن الأرقام المعبرة عن عبء المرض أن ترتفع إلى أعلى من ذلك بكثير في حال عدم إعطاء التلقيح.

ويُسجّل وقوع عدد ضئيل من الحالات الوافدة في البلدان الخالية من المرض. وعلى الرغم من عدم الإبلاغ قط عن حدوث أيّة حالات في آسيا، فإنّ المنطقة معرّضة للخطر بسبب وجود الظروف المواتية لسراية العدوى. وأُبلغ عن وقوع حالات من الحمى الصفراء في أمريكا الشمالية (تشارلستون، ونيو أورلينز ونيويورك، وفيلادلفيا وغيرها) وأوروبا (إنكلترا وفرنسا وايرلندا وإيطاليا والبرتغال واسبانيا).

سراية المرض :

فيروس الحمى الصفراء من الفيروسات المنقولة بالمفصليات التي تنتمي إلى فصيلة الفيروسات المصفّرة، والبعوض هو أهمّ نواقله. ويحمل البعوض الفيروس من ثوي إلى آخر، بين النسانيس أوّلاً، ثمّ من النسانيس إلى الإنسان، ثمّ من إنسان إلى آخر.

وهناك عدة أنواع مختلفة من الزاعجة وبعوضة Haemogogus يمكنها نقل الفيروس. وبإمكان البعوض التكاثر في البيوت (داجن) أو في الغابة (برّي) أو في المكانين على حد سواء (شبه داجن). وهناك ثلاثة أنماط من دورات السراية هي:

  • الحمى الصفراء الحرجية (أو الغابية): يُلاحظ  في الغابات المطيرة المدارية، حدوث الحمى الصفراء بين النسانيس التي يلدغها البعوض البرّي الحامل للفيروس. وتنقل تلك النسانيس، بدورها، العدوى لبعوض آخر يتغذّى منها. ويقوم البعوض الحامل للعدوى بلدغ البشر الذين يدخلون الغابة، ممّا يؤدي إلى وقوع حالات عرضية من الحمى الصفراء. وتظهر غالبية الحالات بين شباب يعملون في الغابات (في مجال الاحتطاب مثلاً).
  • الحمى الصفراء الوسيطة: يُسجّل في المناطق الرطبة وشبه الرطبة من أفريقيا، وقوع أوبئة على نطاق صغير. وينقل البعوض شبه الداجن (الذي يتكاثر في البرّ وفي البيوت) العدوى إلى النسانيس والبشر على حد سواء. ويؤدي تزايد تعرّض الناس للبعوض الحامل للعدوى إلى سراية المرض بين البشر. ويمكن أن تشهد كثير من القرى المنفصلة الواقعة في منطقة ما حدوث حالات في آن واحد. ويمثّل ذلك أشيع أنماط الفاشية في أفريقيا. ويمكن أن تتحوّل الفاشية إلى وباء أشدّ وخامة إذا انتقلت العدوى إلى منطقة يكثر فيها البعوض في البيوت ويسكنها أناس غير مطعّمين ضدّ المرض.
  • الحمى الصفراء الحضرية: يُلاحظ وقوع أوبئة واسعة النطاق عندما ينقل أناس يحملون العدوى الفيروس إلى مناطق ذات كثافة سكانية عالية يرتفع فيها عدد الأشخاص الذين لا يملكون مناعة ضدّ المرض ويكثر فيها البعوض من جنس الزاعجة. ويمكن للبعوض الحامل للعدوى نقل الفيروس من شخص لآخر.

العلاج :

لا يوجد علاج خاص للحمى الصفراء إنما يتم التعامل مع الأعراض المصاحبة لكل حالة فينبغي الاهتمام بمعالجة الجفاف الناتج عن الإسهال والقيء والتعامل مع النزف بالتعويض بالمحاليل ونقل الدم إن أمكن وإعطاء المسكنات لتخفيف الآلام كما تجدر الإشارة ان بعض الأدوية  المضادة للفيروسات كما العلاج بالإنتيرفيرون ليس لها أثر ايجابي. كما لا يجب تناول حامض السلسليك (على سبيل المثال الأسبرين) بسبب تأثيره المضاد للتخثر والذي يمكن أن يكون مدمّر في حالة النزيف الداخلي التي يمكن أن تحدث مع الحمى الصفراء كما تنتقل عن طريق البعوض.

الوقاية :

1.     التطعيم
الوقاية هي الحل الوحيد لتجنب الإصابة بعدوى فيروس الحمى الصفراء وذلك من خلال التطعيم ويُعد اللقاح 17D المضاد للحمى الصفراء لقاحاً مأموناً وعالي النجاح. ويُحدث هذا اللقاح مفعوله الوقائي (المناعة) خلال أسبوع واحد لدى 95% من الأشخاص المُطعّمين. بالنسبة للمملكة العربية السعودية فهو شرط في جدول التطعيمات للقادمين من الدول الموبوءة من أجل أداء شعيرتي الحج والعمرة .

طريقة التطعيم:

يتم إعطاء اللقاح بواسطة حقنة تحت الجلد (Subcutaneous- SC) بجرعة مقدارها 0.5 ملليلتر، أو بواسطة حقن الجرعة في العضل (Intramuscular- IM)، تبعاً للتوصيات بشأن موضع الحقن.

لقاح الحمى الصفراء آمن وميسور التكلفة ويؤمن حصانة فعالة ضد الإصابة بالحمى بنسبة 80-100% من الأشخاص خلال 10 أيام و 99% مناعة خلال 30 يوماً. وتكفي جرعة واحدة منه لتوفير مناعة مستدامة وحماية طيلة العمر ضد الإصابة بمرض الحمى الصفراء، ولا داعي لأخذ جرعة منشطة من اللقاح ومن النادر جداً أن يخلّف اللقاح آثاراً جانبية خطيرة.

·        يعطى اللقاح المضاد للحمى الصفراء في البلدان التي يستوطنها هذا المرض، وذلك بإدراج هذا اللقاح ضمن مجموعة التطعيمات الأساسية في تلك البلاد عند بلوغ الطفل تسعة أشهر من العمر حيث يحصل الطفل على هذا التطعيم عند إحضاره للحصول على تطعيم الحصبة؛ وقد وافقت بالفعل 18 دولة في أفريقيا على إدراج اللقاح ضمن مجموعة التطعيمات الأساسية التي تعطى للأطفال الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية.

·        وبالنسبة إلى الوقاية من حدوث وبائيات في المناطق المعرّضة لمخاطر عالية بفضل شنّ حملات تطعيم واسعة النطاق ومكافحة بعوض الزاعجة المصرية (AEDES AEGYPTI) في المناطق الآهلة بالسكان.

·        وتعطي الجرعة الواحدة من هذا التحصين مناعة بإذن الله لمدة 10 سنوات.

·        وينصح بقوة بإعطاء اللقاح كوقاية للمسافرين إلى المناطق التي يتوطن فيها الوباء ولاسيما المتوجهين إلى بعض دول أفريقيا أو أمريكا اللاتينية إلى دول اخرى.

 

عند السفر إلى الدول التي يشملها نطاق اللون الأحمر ينصح المسافرون بالحصول على التطعيم اللازم من مركز صحي معتمد.

 

فيما يلي الأفراد الذين لا يُوصى بتلقيحهم:

  • الأطفال دون سن 9 أشهر (أو من تتراوح أعمارهم بين 6 و9 أشهر أثناء حالات اندلاع الوباء التي تكون فيها خطورة الإصابة بالمرض أعلى من الأحداث الضارة المترتبة على أخذ اللقاح)؛
  • الحوامل- باستثناء فترة وقوع فاشية من فاشيات الحمى الصفراء عندما ترتفع مخاطر الإصابة بالعدوى؛
  • الأشخاص الذين يعانون من حساسية إزاء بروتين البيض.
  • الأشخاص الذين يعانون من  مرض العوز المناعي (الإيدز).
2.     مكافحة البعوض :

تظلّ مكافحة البعوض من التدابير الأساسية التي ينبغي اتخاذها إلى أن يُشرع في عمليات التطعيم. ويمكن الحدّ من مخاطر سراية الحمى الصفراء في المناطق الحضرية بالتخلّص من الأماكن المحتملة لتكاثر البعوض و رشّ مبيدات تقضي على أماكن تكاثره.




 

* مقتبس من  medscape
*مقتبس من الموقع الإسلامي الطبي –
http://www.medicalislam.com/index.php?option=com_content&task=view&id=282&Itemid=4  * منظمة الصحة العالمية (WHO) - http://www.who.int/mediacentre/factsheets/fs100/ar/

اعداد وتنسيق :  د. عاصم بركه

 اشراف د. محمد سعيد الغامدي     

E.mailghamdims2@ngha.med.sa

 

 

2016-04-02

الحُمى الصفراء " Yellow Fever"