منذ اكتشاف الإنسولين ومنذ تحضيره ومنذ استخدامه والإنسولين يحضر ويقدم لمريض السكري بتركيز معين متعارف عليه وهو مئة وحدة في الميلي لتر الواحد. لا أعرف شخصيا سبب اختيار هذا التركيز على وجه الخصوص إلا أن هذا هو التركيز المتعارف عليه والذي قامت عليه الأبحاث والدراسات المختلفة. نعم هناك أنواع متعددة من الإنسولين ومن أقلام الإنسولين ولكن جميعها تقريبا يحوي هذا التركيز. السؤال هنا لو تم تغيير هذا التركيز المتعارف عليه، هل سيتغير عمل الإنسولين وهل ستتغير فعاليته؟ هذا السؤال أو بالأحرى الإجابة على هذا التساؤل سيقودنا إلى الحديث عن الإنسولين الذي طرح حديثا في المملكة العربية السعودية تحت مسمى إنسولين والذي يحوي ثلاث مائة وحدة في الميلي ليتر الواحد بدلا من مئة وحدة في الميلي لتر الواحد. إنسولين يحوي نفس مركب الإنسولين المعروف قديما وهو إنسولين الجلارجين أو الذي يسمى إنسولين اللانتوس والذي يستخدمه معظم مرضى السكري إلا أنه بتركيز جديد مكثف.الاعتقاد الأولي المبدئي أن هذا الإنسولين لن يختلف عن إنسولين اللنتوس القديم حيث يحوي نفس المركب المتعارف عليه إلا أن الدراسات المتعاقبة والمتتالية أوضحت فعالية تفوق فعالية إنسولين اللانتوس القديم نوعا ما. سيكون حديثنا في هذا اللقاء عن هذا النوع الجديد من الإنسولين وعن آثاره الإيجابية على مريض السكري.