تعتبر الكلية عضوا مهما في عملية الأيض والإخراج للأدوية داخل الجسم، حيث تختلف نسبة كمية الإخراج والأيض من دواء إلى آخر، فبعض هذه الأدوية يتم إخراج ما بين 10 % إلى 90% من الدواء عن طريق الكلية، كذلك عملية الأيض تتم لبعض الأدوية داخل الكلى، وبعضها في الكبد أو غيرها، وعلى حسب اختلاف النسبة يتم اختيار الدواء المناسب وعدد مرات استخدامه.
هناك عوامل عدة تؤثر على حركية الدواء (الامتصاص، توزيع الدواء داخل الجسم، الأيض، الإخراج) في الجسم قد تكون مرضية مثل الفشل الكلوي، أو بسبب الطعام، والذي قد يؤثر وبشكل كبير على حيوية الدواء، وكذلك وقت تناول الدواء له تأثير على حركيته داخل الجسم فقد يختلف ما إذا استخدم صباحا أو مساء، وأيضا تعارضات الأدوية فيما بينها بعضها يزيد من تأثير الآخر والبعض يقلله.
يلجأ المريض لغسيل الكلى عندما تنقطع كل السبل في أن تعمل الكليتين بشكل سليم، وهي تحل مكانها في عملية إزالة الفضلات والمواد الضارة من الجسم، ولكن هي كذلك من إحدى العوامل المهمة التي تؤثر على حركية الدواء مقارنة في عمل الكلى الطبيعي والتأثير قد يكون في ارتفاع نسبة الدواء في الدم مما قد يصل إلى درجة السمية أو انخفاضها، والذي يؤدي إلى عدم الاستفادة من فعالية الدواء، فبالتالي هذه الأدوية تحتاج إلى متابعة مستمرة وضبط للجرعات وعدد مرات الاستخدام لكي يستفيد منها المريض، والتعديل يتم إما في تقليل أو زيادة عدد مرات الاستخدام أو في تغيير جرعة الدواء أو كلاهما، وهناك بعض الأدوية التي يمنع استعمالها لمرضى الغسيل الكلوي، ولا بد في هذه الحالة من البحث عن بدائل.
نوع الغسيل الكلوي مهم جدا ويؤخذ في الاعتبار عند تعديل جرعات الأدوية،فإن لكل نوع تغييرات مختلفة، فهنالك نوعان رئيسيان لغسيل الكلى، غسيل كلوي عن طريق الدم يتم فيه تمرير الدم خلال نظام ترشيح وتوصيله بجهاز الغسيل، حيث تستغرق كل جلسة عادة من 4 إلى 5 ساعات وغسيل كلوي بريتوني يتم فيه ضخ سائل غسيل كلوي معقم داخل البطن، حيث يظل عادة بين 4 ساعات و12 ساعة، ثم يتم تصريفه بحيث تخرج معه الفضلات والماء الزائد من الجسم.
من الأدوية التي تحتاج إلى تقليل في عدد مرات الاستخدام دواء (Amoxicillin)، وهو مضاد حيوي حيث يتم تناوله مرة واحدة في اليوم لمرضى الغسيل الكلوي بدلاً من مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، وأيضا دواء (acetaminophen) المسكن للألم يتم تناوله ثلاث مرات في اليوم كحد أقصى لمرضى الغسيل الكلوي. قد يحتاج بعض المرضي أدوية لعلاج الأمراض العصبية المزمنة مثل (pregabalin)، وفي هذه الحالة يحتاج المريض لأخذ جرعة زائدة بعد كل عملية غسيل كلى ومثله دواء (captopril) المستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ومن الأدوية التي ينبغي أن يتم تقليل الجرعة وعدد مرات استخدامه هو (digoxin) المستخدم لعلاج مرض قصور القلب، بينما من الأدوية التي يُمنع مرضى الغسيل الكلوي من استخدامها (metoformin) والمستخدم لعلاج مرض السكري من النوع الثاني.
عند توقف عمل الكلى واللجوء إلى الغسيل الكلوي يجب مراجعة الطبيب أو الصيدلي المختص لمراجعة جميع أدوية المريض وعمل التعديلات اللازمة عليها، وهذا يساعد المريض على الاستفادة القصوى من استخدام الدواء وتقليل آثاره الجانبية إلى أبعد حد.