يشعر الكثيرُ من الناس بالقلق من موادّ في بيئتهم أو محيطهم يمكن أن تسبِّب السرطان. وسنذكر في هذه المقالة توزيعاً لتلك الموادّ وحالات التَّعرُّض المعروفة أو المتوقَّعة من حيث التسبُّبُ في السَّرطان..
*ما المسرطن؟
-
ينجم السرطانُ عن تغيُّراتٍ في الحمض النَّووي الرِّيبِي المنـزوع الأكسجين (الحمض النووي الوراثي - الدَّنا DNA) للخلية، وهو مَكنُونها الوراثي. ويمكن أن تُورَّثَ بعضُ هذه التغيُّرات من الآباء؛ في حين أنَّ بعضَها الآخر ينجم عن حالات تعرُّض خارجي يُشار إليها بالعوامل البيئيَّة environmental factors عادةً. وقد تشتمل هذه العواملُ البيئيَّة على طيف واسع من أشكال التعرُّض، مثل:
العوامل المرتبطة بنمط الحياة (التغذية، استعمال التبغ، النشاط الرياضي.. إلخ).
أشكال التعرُّض الطبيعية (الضوء فوق البنفسجي، غاز الرَّادون، العوامل المُعدِية.. إلخ).
المعالجات الطبِّية (الأشعَّة، الأدوية بما فيها الأدويةُ الكيميائية، الأدوية الهرمونية، الأدوية التي تثبِّط جهازَ المناعة.. إلخ).
التعرُّض في بيئة العمل.
التعرُّض في المنـزل.
التلوُّث.
تُدعَى الموادّ وأشكال التعرُّض، التي قد تؤدِّي إلى السَّرطان، بالمُسرطِنات carcinogens. ولا تؤثِّر بعضُ المُسرطِنات في الحمض النووي مباشرة، ولكن تؤدِّي إلى السَّرطان بطرقٍ أخرى؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن تدفعَ الخلايا للانقسام بسرعة أكبر من المعدَّل الطبيعي، وهذا ما يزيد من احتمال حدوث تغيُّراتٍ في الحمض النووي الوراثي للخلايا.
لا تؤدِّي المُسرطِناتُ إلى السَّرطان في كلِّ الحالات؛ فالموادُّ المصنَّفة كمُسرطِنات يمكن أن يكونَ لها مستوياتٌ مختلفة من احتماليَّة التسبُّب في السَّرطان؛ بعضُها قد لا يسبِّب السَّرطانَ إلاَّ بعدَ التعرُّض لها بمستوياتٍ مرتفعة ولفترة طويلة. ولذلك، يعتمد خطرُ حدوث السَّرطان على عدَّة عوامل، بما في ذلك كيفيَّةُ التعرُّض ومدَّته وشدَّته والتركيبةُ الوراثية للشخص.
*كيف يحدِّد الباحثون ماذا إذا كان شيءٌ ما مسرطناً
-
من الصعب - في كثيرٍ من الأحيان - إجراءُ اختبارات للتأكُّد من أنَّ شيئاً ما يمكن أن يسبِّبَ السَّرطان؛ فليس من اللائِق أخلاقياً اختبارُ مادَّة ما من خلال تعريض الناس لها، ومتابعة حدوث السرطان أو عدم حدوثه بسببها. وهذا ما يدفع العلماء إلى استعمال أنماط أخرى من الاختبارات، قد لا تعطي أجوبةً واضحة دائماً.