قد يهمل الكثير من الأهل التربية النفسية والعاطفية لجهلهم بأهميتها، مما قد يؤثر سلباً على نفسية الطفل، ومن آثار الرفض والإهمال شعور الطفل بعدم الأمان والوحدة، أو رد الفعل العدائي والغاضب والتمرد وعدم القدرة على تبادل المشاعر، والعصبية، كما أن العنف وسيطرة الوالدين يمكن أن يؤديا إلى طفل خاضع مستسلم وشاعر بالنقص واعتماده على الآخرين.
ومن أسس التربية النفسية والعاطفية: القبلة والرأفة والرحمة بالأطفال، المداعبة والممازحة معهم، وإعطاء الهدايا والمكافآت، ولمسات الحنان والعطف، وحسن استقبال الطفل وإلقاء السلام عليه ومصافحته باليد، والسؤال عنه وتفقد أحواله، حسن رعاية البنت واليتيم، التوازن في الحب وعدم التدليل، والصبر على الطفل والمثابرة على تعليمه وعلى رعايته، وعدم القسوة والعنف مع الطفل، والبعد عن العقاب الجسدي، والحرص على الاهتمام بالأطفال وعد تركهم للخادمات وهو الأمر الذي قد يكون له تأثيراً سلبياً على صحة الطفل النفسية.
أما فيما يخص التربية الجسدية والصحية فإن القاعدة تقول: إن العقل السليم في الجسم السليم، لذا يجب الحرص على الاهتمام بصحة الطفل الجسدية كما العقلية والنفسية، والتي من أسسها تعليم الطفل الرياضة الصحيحة التي تناسب عمره وبنيانه الجسدي وتحت إشراف طبي، وإجراء المسابقات الرياضية بين الأطفال، ولا يقتصر الأمر على لعب الأطفال مع الأطفال، بل يمكن إشراك الكبار أطفالهم في اللعب، والحرص على وضع الأطفال في مدارس تشجع الرياضة البدنية، وتشجيع الأطفال على عدم الجلوس أمام التلفاز لأوقات طويلة وإيجاد الجو المناسب لهم لممارسة الرياضة كتسجيلهم بنوادي خاصة أو إحضار الأدوات الرياضية المناسبة، وتشجيع الطفل على ممارسة رياضة معينة وتنمية مواهبهم الرياضية أو الفنية، وتشجيع الطفل على الأكل الصحي وإبعاده عن الأكل غير السليم كرقائق البطاطس والشوكولاتة والحلوى التي قد تؤدي إلى تسوس الأسنان والسمنة لدى الأطفال، وتشجيع الأطفال على اختيار صحبة صالحة لدى ممارسة الرياضة، هذا في مجال التربية الجسدية أما فيما يتعلق بالنواحي الصحية فيجب تشجيع الطفل على العادات الصحية السليمة كالنوم الباكر والنظافة والسواك وتقليم الأظافر وغسل اليدين قبل الطعام وبعد دخول الحمام، والحرص على اهتمام الأم بطفلها في غالب الأحيان وعدم تركه للخادمة التي وفي أكثر الأحيان لن تهتم لنظافة الطفل أو طعامه وربما قد تضربه وتقسو عليه أو ترهبه كي لا يتحدث بشيء عن تصرفاتها أمام الأهل.
وبالنسبة للتربية العلمية والفكرية فإن من أسس التربية السليمة بناء المنهج العلمي والفكري للطفل، وقد حث ديننا الحنيف بأهمية تعليم الطفل وتلقينه العلوم وأولها العلوم الدينية وتعاليم الإسلام، فهو دين العلم فأول آية نزلت من القرآن كانت تحث على العلم، وتأمر بالقراءة التي هي مفتاح العلوم قال تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم)، كذلك فإن ثقافة العرب تقوم على العلوم، وأشعارهم وأدبياتهم تحث على العلم وتفضلة فقد قال المعري:
العلم يرفع بيتاً لا عماد له
والجهل يهدم بيت العز والشرف
ومن أسس التربية العلمية والفكرية غرس حب العلم والتعلم وآدابه في الطفل، وتحفيظ الطفل لقسم من القرآن والسنة، واختيار المدرسة الجيدة والمدرس الصالح، والحرص على إتقان الطفل اللغة العربية، تعليم الطفل لغة أجنبية وإتقانها، توجيه الطفل وفق ميوله العلمية، تعويد وتشجيع الطفل على القراءة والذهاب إلى المكتبة العامة وإنشاء مكتبة منزلية، والحد من وقت مشاهدة الطفل للتلفاز واللعب على الألعاب الإلكترونية والكمبيوتر، وتعويد الطفل على استخدام الإنترنت للتعلم مع مراقبته وتحديد وقت ومدة معينة أسبوعياً.