تعد البروتينات وحدات البناء الأساسية المستخدمة في بناء أعضاء الجسم وأنسجته، كما أنها تمارس دوراً مهما في النظام المناعي لدى الإنسان، ويشارك البروتين في جميع العمليات الحيوية على مستوى الخلية، كنقل الإشارات الخلوية والدخول في عمليات الاستقلاب التي تعرف بعمليات البناء والهدم والتي من خلالها يتم بناء الأنسجة وإنتاج الطاقة للجسم، من ضمن الوظائف المتعددة للبروتينات تكوين الأجسام المناعية المضادة المسؤولة عن مناعة الإنسان، وأيضاً من ضمن وظائفها تركيب الهرمونات المسؤولة عن نقل الإشارات لخلايا الجسم لتحفيزها على أداء مهامها، كما أنها تساهم في تخزين وإنتاج الطاقة اللازمة للجسم.
وتعتمد الكمية التي يحتاجها الفرد من البروتينات على عدة عوامل منها وزن الشخص ونشاطه البدني، فعلى سبيل المثال الشخص متوسط النشاط والسليم جسديا يحتاج نسبة من البروتين تتراوح بين 10-15% من مجموع السعرات الحرارية اليومية، بينما السيدات الحوامل والمرضعات يحتجن إلى كميات أكبر تصل إلى 20 غراما من البروتين لتتماشى مع احتياجهن الجسدي واحتياج الجنين والرضيع، حيث أن البروتينات تساعد الأم المرضع على إنتاج كميات كافية من الحليب للطفل الرضيع.
وبالمقابل يحتاج الرياضيون بحسب مدة تمارينهم وشدتها إلى كميات أكبر من البروتينات لبناء العضلات، ولكن الملحوظ في الفترة الحالية الترويج الضخم للبروتينات الصناعية لأصحاب كمال الأجسام على وجه الخصوص والرياضيين بشكل عام، وبالتالي أصبح هناك إقبال كبير على هذه المنتجات الصناعية وقد تصل إلى حد الإفراط في استخدامها مما قد يؤدي إلى الضرر لاحتوائها على كميات مركزة من البروتينات وشرب كميات قليلة من الماء، من ضمن الأضرار التي تسببها البروتينات الصناعية تكون حصوات بالكلى وزيادة في الوزن، ووجود مثل هذه الحصوات دون معالجتها قد يؤدي إلى فشل كلوي حاد - لا قدر الله - ولتجنب هذه الأضرار ينصح مستخدمي البروتيانات الصناعية بشرب كميات وفيرة ومتفرقة خلال اليوم من الماء، عمل فحوصات وتحاليل الدم بشكل دوري، وأن لا يقتصر النظام الغذائي على البروتينات الصناعية كمصدر أساسي بل ينصح بإدخال البروتينات الطبيعية للنظام الغذائي لممارسي رياضة كمال الأجسام.
ونخلص مما سبق إلى أن البروتينات عناصر أساسية ذات فوائد متعددة وتدخل في العديد من الوظائف الحيوية في جسم الإنسان، ولكن الإفراط في استخدامها لا يلغي وجود الضرر على صحة الفرد، والذي يمكن تفاديه بتقنين الكميات المستهلكة من البروتينات ومعرفة المعدل اليومي المناسب للشخص، كما أن السيدات الحوامل والمرضعات بحاجة إلى كميات وافرة منها لصحتهن وصحة أطفالهن، كما أن المواد الصناعية المستخدمة في بناء العضلات يروج لها دون تركيز على الاحتياطات اللازم اتخاذها مع استخدامها والتي من أهمها شرب كميات وفيرة وكافية من الماء لتجنب تكون الحصوات الكلوية وزيادة الوزن، كما ينصح باجراء فحصوات دورية لمعرفة الحالة الصحية لمستخدمي البروتينات الصناعية.