بداية وكما هي الحال في كل عام أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لمرضى السكري خاصة وجميع المسلمين عامة بحلول شهر رمضان المبارك، جعله الله شهر خير وبركة على جميع المسلمين، وننصح جميع المرضى بمراجعة الطبيب المختص قبل البدء بصيام شهر رمضان؛ وذلك لمراجعة النظام العلاجي سواء التغذوي أو الدوائي، وإجراء التعديلات اللازمة في الغذاء أو الدواء، وذلك لاختلاف وقت ونوع الطعام أثناء شهر رمضان، بالإضافة إلى اختلاف أوقات النوم والاستيقاظ، ونؤكد أهمية الالتزام بالنظام الغذائي والدوائي أثناء صيام شهر رمضان، وعدم الإفراط في الطعام أو الإفراط في الخلود للراحة واستمرار تحليل سكر الدم بانتظام وتعاطي العلاج ومتابعة الطبيب. وأسوق هنا بعض النصائح المتعلقة بصيام شهر رمضان المبارك:

كنت بالأمس القريب حينما يسألني ذوو الطفل المصاب بمرض السكري المعتمد على الإنسولين، هل بإمكان طفلي صيام شهر رمضان؟ أقول واثقاً إن مرضه قد يعيقه عن ذلك؛ فهو عرضة لانخفاض السكر أو تذبذبه وتأرجحه، والأولى له عدم الصيام، وهذا ما تدعو له المرجعيات الصحية والمنظمات الطبية ذات العلاقة بمرض السكري. إلا أن المتابع لما عليه أطفالنا وكذلك كبراؤنا أو دعني أقول بعض كبرائنا من البالغين والراشدين أن السواد الأعظم منهم يستقبل شهر رمضان الكريم بقلب ليله نهاراً ونهاره ليلاً. فهاهم أطفالنا ينامون معظم النهار إن لم يكن كله ،ويستيقظون معظم ليله إن لم يكن أكمله، ولذا أصبح صيام شهر رمضان ليس بالأمر العسير على مريض السكري سواء كان طفلاً أم بالغاً. ولست هنا أقر هذا النوع من الصيام أو أجيزه ولكن هذا للأسف الوضع السائد هذه الأيام. وأود قبل أن يسمح طبيب السكري لطفل السكري له بالصيام أم عدمه، أن يستفسر منه أي نوع من الصيام سيصومه الطفل. هل سيصوم الطفل شهر رمضان كما أراده الله سبحانه وتعالى، صياماً مقروناً بصلاة وما يستلزمه ذلك من قيام واستيقاظ أم صيام زمننا هذا، صيام أوله نوم وآخره نعاس لا صلاة معه ولا ذكر فيه. لا بد لطبيب السكري أن يكون واقعياً وألا ينعزل عما عليه المجتمع، فيكون هو في وادٍ والمريض في وادٍ آخر. وحيث إنني لا أود أن أكون بمعزل عن الواقع غير المرضي، فأود أن أعطي طفل السكري بعض النصائح إن أراد الصيام.

أولاً: لا ينصح بالصيام للطفل الذي يقل عمره عن عشر سنوات بالصيام عادة حيث إن مخزون السكر في الكبد محدود، وقد يصاب هذا الطفل بنقص السكر أثناء الصيام وإن أمضى معظم وقت صيامه نائماً وقد رخصت شريعتنا السمحة للمرضى ومنهم الأطفال بالفطر إن كان يخشى منه الضرر.

ثانياً: يجب تحليل السكر عدة مرات أثناء الصيام وخاصة قبل النوم والذي يكون عادة بعد صلاة الفجر وكذلك أثناء النوم أي قبل صلاة الظهر، وهنا فرصة للاستيقاظ المؤقت من النوم لعمل تحليل السكر وكذلك أداء صلاة الظهر في وقتها.

ثالثاً: الإفطار أو قطع الصيام وعدم إكماله إن كان مستوى السكر منخفضاً، وخاصة إن كان أقل من مئة قبل الشروع في النوم، والذي يكون عادة كما أسلفنا بعد صلاة الفجر، وكذلك الإفطار وعدم إكمال الصيام إن كان مستوى السكر أقل من ستين في فترة الظهر أو حولها.

رابعاً: عدم الإفراط في تناول السكريات سواء في فترة طعام الإفطار أو فترة طعام السحور.

خامساً: الحرص على تعاطي كمية أكبر من الإنسولين قصير المفعول خاصة في فترة الإفطار حتى لا يرتفع السكر بعد تناول طعام الإفطار والذي قد يستمر ارتفاعه حتى ساعات الليل المتأخرة.

سادساً: توخي الحذر من أخذ كميات كبيرة من الإنسولين قصير المفعول في فترة السحور والذي قد يؤدي إلى انخفاض السكر أثناء فترة الصيام، ويؤدي بطبيعة الحال إلى عدم قدرة الطفل على إكمال الصيام.

سابعاً: بخصوص الإنسولين طويل المفعول والذي يعطى مرة واحدة في اليوم، فإنه يفضل إعطاؤه بعد صلاة المغرب حتى يغطي وجبتي الإفطار والسحور، وكذلك الوجبات التي تتخللهما.

وينصح بخفض جرعة الإنسولين طويل المفعول بنسبة عشرين في المئة أو نحوها، وخاصة إن كانت قراءات السكر قبل الصيام مقبولة، أما إن كانت قراءات السكر أصلاً مرتفعة قبل البدء بشهر رمضان فليس هناك داع من خفضها؛ لأنها مرتفعة أصلاً، وبالتالي الصيام والشروع فيه سيخفض مستوى السكر في الدم.

ثامناً: الحرص على توفر حقنة الجلوكاجون سواء للطفل المصاب بمرض السكري أو كبير السن المستخدم للإنسولين؛ لكونه العلاج الأمثل لانخفاض السكر المصاحب له تشنج أو غيبوبة.

وحقنة الجلوكاجون هي عبارة عن إبرة تعطى في العضل تعمل على زيادة مستوى السكر في الدم بصورة مستعجلة، ويحتاج المريض بعدها تناول بعض الطعام والعصير للحفاظ على مستوى السكر مرتفعاً.

تاسعاً: الحرص على الحركة أثناء فترة الصيام وبالتالي لا يكون الشهر الفضيل مسبباً لزيادة الوزن وخاصة أثناء فترة العيد، والتي لا يود طفل السكري أن يمضيها في المستشفيات والمراكز الطبية.

يجب الالتزام بالنظام الغذائي والدوائي

التوازن في تناول الوجبات

عدم الإفراط في تناول السكريات