ساحة الأعضاء! تسجيل جديد تسجيل الدخول
English Language

صحتك في رمضان

2014-07-07

صحتك في رمضان

صحتك في رمضان

د/ شاهر الشهري

تتعدد أشكال الصوم لدى البشر باختلاف أديانهم وثقافاتهم ، ما بين الصيام الديني ، أو الصيام لأسباب تتعلق بصحة الجسم (كصيام الحمية الطبية) ، أو حتى الصيام لغرض سياسي (كالإضراب عن الطعام) ، ولكن يظل الصيام الإسلامي - كما شرعه لنا الخالق عز وجل - هو مجمع الفضائل ووسائل الخير والصحة للإنسان.

ولنا في السطور القادمة وقفة مع علاقة الصيام بالصحة ، وإن كان المقصود بالصيام هنا صيام رمضان فإن الصحة هي الصحة بمفهومها المتكامل ، حيث لا تعني مجرد السلامة من الأمراض بقدر ما تعني حالة العافية والتكامل بين الجسد والعقل والروح ، أي التكامل بين مكونات الإنسان.

وانطلاقاً من هذا المفهوم الشامل للصحة ، تقدم لكم جمعية الرحمة الطبية الخيرية هذا الكتيّب ، إسهاماً منها في زيادة الوعي بالقيمة الروحية والجسدية للصيام ، وتعريفاً للقارئ الكريم - مريضاً كان أو معافى - بأفضل السبل لينعم بصيام آمن ومقبول بإذن الله.

وسيكون تناولنا لموضوع الصحة والصيام عبر النقاط التالية:

  1. آثار الصيام على الجسم.    

  2. الصيام دواء.

  3. كيف تنعم بالصحة والراحة في رمضان؟

  4. شهر رمضان وبعض الأمراض.

 

v     آثار الصيام على الجسم:

 يتأثر الجسم بحالة الصيام تأثراً عادياً ، لا يخرج عن إطار وظائف الأعضاء الطبيعية. وهذا التأثر يؤدي إلى الفوائد الصحية المستفادة من الصيام. يمكن توضيح آثار الصيام على الجسم عن طريق النقاط التالية: 

  1. نقص إمدادات الطاقة:

يمتنع الصائم عن الطعام والشراب أثناء النهار ، ويؤدي هذا الامتناع عن الأكل إلى نقص إمدادات الطاقة لجسم الإنسان. ومصدر الطاقة الرئيسي والمباشر للإنسان هو الجلوكوز المستمد من النشويات والسكريات. في الحالات الطبيعية يستهلك الجسم الجلوكوز الجاهز الذي امتصه الجهاز الهضمي من الطعام إلى الدم. فإذا نفد الجلوكوز الجاهز فإن الطلب ينتقل إلى مستودع السكر في الكبد ؛ فتقوم بتزويد الجسم بالجلوكوز. وهذه هي الحالة المتوقعة في الصيام.

عندما ينضب مستودع السكر فإن الجسم يبحث مباشرة عن مصادر بديلة للطاقة، وذلك عن طريق إذابة الشحوم والدهون المتراكمة في أنحاء الجسم المختلفة. وهذه أقصى مرحلة يتوقع الوصول إليها في الصيام.

أما إذا طال انقطاع الإنسان عن التغذية أكثر من ذلك فإن الجسم يتضرر بتلف بعض أجزاءه بسبب المجاعة ،  ومن هنا جاء الأمر النبوي الكريم بتأخير السحور وتعجيل الفطور ، مراعاة للطبيعة الإنسانية وحفاظاً على الصحة. ولا يصل الصيام الإسلامي مرحلة الضرر الناتج عن المجاعة.

  1. نقص التموين بالماء:

كما هو معلوم فإن الجسم يحصل على الماء عن طريق شرب السوائل المختلفة مثل الماء و العصيرات والمشروبات الساخنة ، و يفقد الإنسان الماء عن طريق الجهاز البولي وعن طريق العرق.

لقد منح الله الإنسان القدرة على التكيف مع مختلف الظروف ، ففي حالة الصيام يمكن للكلى أن تعمل على تقليل كمية الماء المخرج مع البول ، فيما يسمى عملية "تركيز البول".

لكن استمرار نقص شرب الماء مع استمرار فقد الماء بالعرق وغيره ، يؤدي إلى حالة الجفاف ، وهي حالة مضرة بصحة الإنسان.

الصيام الإسلامي لا يوصل الإنسان مرحلة الجفاف ، لذلك جاء الأمر بتأخير السحور وتعجيل الفطور والإفطار على رطب أو تمر وماء. والرطب والتمور تحتوي على نسبة عالية من الماء.

  1. التغيرات في المعالم الكيميائية في الجسم:

كما هو متوقع فإن المعالم الكيميائية في جسم الإنسان تتغير في حالة الصيام بما يتناسب مع الواقع الذي يعيشه الجسم ، وهذا التغير ليس دليلاً على حالة مرضية. ومن تلك المعالم الكيميائية:

  • تعداد خلايا الدم (CBC).

  • مستوى السكر في الدم (Blood Glucose).

  • وظائف الكبد (Liver Functions).

  • وظائف الكلى (Renal Functions).

  • الدهنيات (Lipids).

  • الهرمونات (Hormones).

  • مكونات البول (Urinary Excretions).

  1. التغير في نمط الحياة اليومي:

لا يقتصر أثر الصيام على الجسم فقط بل يمتد ليشمل سلوك الإنسان وتصرفاته، فيتغير نمط الحياة اليومي في نواحي عدة ، منها:

v    النمط الغذائي: فتجد الناس في شهر الصيام بين معتدل وحائد عن الاعتدال إلى الإفراط والتخمة.

v    نمط نظام النوم: فيغير كثير من الناس نمط نومهم فيسهرون الليل وينامون النهار وهذا مما لا ينصح به.

v    نمط النشاط: ويتغير نمط النشاط لدى بعض الناس ليتجه نحو الراحة والكسل وهو مما لا ينصح به صحياً.

v    السلوك الاجتماعي: يتغير نمط السلوك الاجتماعي عادة نحو الأحسن ؛ فتكثر الزيارات والتواصل بين الناس ، كما يزيد السلوك الاجتماعي التكافلي من مساعدة المحتاجين وزكاة الفطر وغيرها.

 

v     الصـيـام دواء:

 من رحمة الله بعباده أن جعل لهم من كل داء دواءً. وفي الصيام وقاية كما فيه علاج لكثير من الأدواء ، مما يقر به أهل الاختصاص في الطب من المسلمين وغير المسلمين. ويتضح ذلك بما يلي:

v    الصيام حمية إسلامية:

هل ينقص وزنك في رمضان أم يزيد؟

أكثر الدراسات تشير إلى أن الوزن ينقص خلال صيام شهر رمضان من   100جرام إلى 3.2 كجم (متوسط 2 كجم) ، ولكن للحصول على فوائد الصيام لا بد من اعتماد نظام غذائي صحي متوازن في الليل.

ماذا عن مستوى الدهون؟

تشير المؤشرات العامة للدراسات إلى أن الصيام عامل مساعد في إنقاص الدهون. لكن لا يكفي الصيام وحده لعلاج مشكلة الوزن بدون اتباع نظام صحي متوازن. والجدير بالذكر هنا أن نوم النهار يقلل من فائدة الحمية الناتجة عن الصيام.

v    راحة الجسم أثناء الصيام:

يتمتع الجسم براحة لا مثيل لها نتيجة الصيام ، فيرتاح من العمليات المعقدة المشتملة على معالجة وامتصاص الطعام ، إضافة إلى الراحة الناتجة عن التخلص من الدهون المعيقة لانسياب الدم في الأوعية الدموية.

ومن معالم راحة الجسم في شهر رمضان أن بعض الأجهزة يقل نشاطها والبعض يزداد.

  • الجهاز الهضمي:يقل نشاط الجهاز الهضمي بسبب الصيام ، حيث تقل إفرازات المواد الحامضة ، وتقل حركة المعدة والأمعاء ، وبهذا يرتاح الجهاز الهضمي. ويساعد ذلك على تقليل نسبة احتمال حدوث سرطانات الأمعاء ، والوقاية من كثير من مشاكل واضطرابات الجهاز الهضمي.

  • القلب و التنفس:في آخر ساعات الصوم يقل نشاط القلب والجهاز التنفسي بشكل خفيف.

  • الكبد: الصيام يخفف تدفق الغذاء إلى الكبد؛ وبالتالي يقل عدد التفاعلات الكيميائية التي يجب إجراؤها في الكبد ، كما  تقل عملية تصفية السموم ، فينخفض العبء الواقع على الكبد وترتاح.

  • الكلى:يزيد نشاطها لتزيد من تركيز البول ، فتقلل كمية الماء الخارج مع البول ، لتوفير حاجة الجسم من الماء أثناء الصيام.

v    الصيام والصحة النفسية:

ليس الجسد وحده هو المستفيد من آثار الصيام إنما الصحة النفسية أيضاً تتحسن وتتعزز نتيجة الصيام ، وتجدر الإشارة هنا إلى تعريف الصحة الذي تعتمده منظمة الصحة العالمية حالياً ، حيث تعرف الصحة كما يلي:"الصحة لا تعني غياب المرض ولكنها حالة من التكامل الجسدي والنفسي والاجتماعي و الروحي". والملاحظ اشتمال التعريف على البعد الروحي الذي لم يكن موجوداً في التعريف القديم. وتزيد الصحة النفسية للصائمين عن طريق الآتي:

  1. تنشيط القوة الروحية: في رمضان يجد المسلم من الفرص المواتية لتنشيط الروح أكثر من غير رمضان ، خصوصاً مع أعمال الخير والطاعة المتنوعة.

  2. الروحانية و الخشوع: المستفادة من العبادات المتوالية المتنوعة بين الصلاة والصيام والقرآن والصدقات وغيرها ، والتي تستمر مع الصائم إلى فترة تتجاوز حدود مدة الصيام.

  3. الاسترخاء و التأمل: وهي من الأمور التي تعزز الصحة النفسية ، كما يوصي بذلك مستشارو الصحة النفسية ، ويسهل الاسترخاء والتأمل بالنسبة للصائم في رمضان نتيجة تفرغه من بعض الأشياء التي تشوش عليه وتشغله في غير رمضان.

  4. القدرة على ضبط الذات: حيث يتدرب الصائم بواسطة الصيام على ضبط نفسه عن الرغبات التي تضرها.

  5. التواصل الاجتماعي: بالتعاون على الخير من تفطير الصائمين والصدقة وزكاة الفطر إلى غير ذلك.

v    الصيام والسموم:

الصيام يطلق السموم من الدهون المختزنة ، وتُـزال سمّيتها ويتم التخلص منها مع مخلفات الجسم.

v    الصيام وتجديد الخلايا:

الخلايا المريضة والهرمة و التالفة لا تتحمل الصيام فتموت ، وتعطي بذلك فرصة لتجديد الخلايا ونمو خلايا جديدة صحيحة مما يقلل نسبة الإصابة بالسرطان.

 

v     كيف تنعم بالصحة والراحة في رمضان ؟

 

هنا عزيزي الصائم نقف معك على طرق عملية لتستمتع بالصحة والراحة أيام الصيام.

v    حتى لا تشعر بالعطش:

تجنب الأغذية السكرية والأغذية شديدة الملوحة في السحور ، وتجنب التوابل ، كما ينصح بشرب كمية كافية من الماء ، وليس العصيرات الملونة بالألوان الصناعية. ومن الأمور المهمة الإكثار من تناول الفواكه والخضروات.

v    أفطر على الطريقة النبوية:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر على الرطب أو التمر والماء ، فيجعل إفطاره على مرحلتين ليعجل لصلاة المغرب مع الصحابة في المسجد ، فإذا صلى أكل ما تيسر له.

ويمكن تعداد الفوائد الصحية للتمر كما يلي:

  1. تناول الرطب أو التمر عند بدء الإفطار يزود الجسم بنسبة كبيرة من المواد السكرية فتزول أعراض نقص السكر وينشط الجسم.

  2. خلو المعدة والأمعاء من الطعام يجعلهما قادرتين على امتصاص هذه المواد السكرية البسيطة بسرعة كبيرة.

  3. احتواء التمر والرطب على المواد السكرية في صورة كيميائية بسيطة يجعل هضمها سهلاً.

  4. إن وجود التمر منقوعاً بالماء ، واحتواء الرطب على نسبة مرتفعة من الماء (65 - 70 %) يزود الجسم بنسبة لا بأس بها من الماء ، فلا يحتاج لشرب كمية كبيرة منه عند الإفطار.

  5. التمر يقوى الجسم ويمنع اضطراب الأعصاب ويقي من فقر الدم.

  6. يساعد الجسم على التخلص من الإمساك بما يحتويه من ألياف.

  7. يقلل من معدل امتصاص الكولسترول من الأمعاء وبالتالي يقلل من أخطار مرض تصلب الشرايين.

  8. يحتوى على مضادات الأكسدة التي تقي الجسم من السرطان.

v    الوجبة الصحية في رمضان:

لتكون كل وجباتك صحية في رمضان ، يجب أن تراعي فيها ما يلي:

ü     أن تكون وجبة غنية بالألياف والنشويات المركبة والكالسيوم ( خضروات ، فواكه ، حبوب ، الحليب ومشتقاته).

ü     التقليل من الدهون والسكريات والأغذية المدخنة والمخللة والمملحة.

ü     التنوع في الوجبة لتشتمل على جميع العناصر الغذائية.

ü     المقليات في رمضان تؤدي إلى زيادة الدهون ، فينصح بالاعتدال في أكلها.

ü     لا تكثر الأكل بين الوجبات ، فتفقد الفوائد الصحية للصيام.

ü     قلل من المشروبات الملونة غير الطبيعية.

v    نصائح للصائمين:

ü     إحياء سنة السواك ، فإنه مطهرة للفم.. مرضاة للرب.

ü     ترك التدخين لأن أيام الصيام فرصة ثمينة للإقلاع عن التدخين.

ü     لا داعي للتوتر أثناء الصيام فأحسن صيامك ولا تضيعه بالغضب.

ü     لا تجهد نفسك في رمضان أكثر من اللازم فتشق على نفسك وتضر بصحتك.

ü     لتساهم في تقليل حوادث الطرق في رمضان ، فلا تسرع وقت الإفطار. لا نريد أن يكون شهر رمضان أكثر الشهور نزفاً.

 

v     شهر رمضان وبعض الأمراض:

 

مثلما يعتبر الصيام سلوكاً صحياً للأصحاء ، وقد يكون علاجاً لبعض الأمراض، فإن هناك وبلا شك أمراضاً لا ينصح معها بالصيام. ونذكر فيما يلي بعض الأمراض الشائعة ، ومن يستطيع الصيام من المصابين بها ومن لا يستطيع.

v    مرض السكري:

مرضى السكري بالنسبة للصيام أصناف:

  • الصنف الأول:مرضى السكر من النوع الثاني (غير المعتمد على الإنسولين) - Type II Diabetes Mellitus. وهؤلاء يمكنهم الصيام في رمضان بأمان ودون مضاعفات ، بل إن بعض الدراسات أشارت إلى تحسن مستويات السكر في الدم لدى بعض المرضى.

  • الصنف الثاني:مرضى السكر من النوع الأول (المعتمد على الإنسولين) - Type I Diabetes Mellitus. وهذا النوع أقل شيوعاً من النوع الأول ، ولكنه يحتاج لعناية أكبر. بعض مرضى هذا النوع - وليس كلهم - يمكنهم الصيام في رمضان ، لكن مع مراعاة الملاحظات الآتية:

ü     أن تكون الحالة الصحية للمريض مستقرة قبل رمضان.

ü     ألا تكون الجرعة التي يستخدمها المريض من الإنسولين عالية (أكثر من 40 وحدة / جرعة).

ü     أن يتم صيام المريض بمعرفة الطبيب المتابع لحالته ، فلكل مريض حالته الخاصة التي يقيمها طبيبه.

  • غذاء مريض السكري في رمضان:

ü     اجعل لنفسك في رمضان ثلاث وجبات: واحدة عند الفطور وأخرى عند السحور ، وثالثة بينهما.

ü     أكثر من شرب الماء والسوائل غير المحلاة ، ووزع كمية السوائل التي تشربها على الليل.

ü     يجب تأخير وجبة السحور إلى وقت السحر قبل الصلاة.

ü     لا بأس بتناول بعض الحلويات والمقليات ، ولكن بالقدر الذي يتناسب مع الحالة الصحية.

  • كيف تتناول دواءك في رمضان؟

o       توقيت جرعات الدواء: يتغير توقيت جرعة الصباح قبل رمضان لتصبح مع وجبة الإفطار في رمضان ، وتصبح جرعة المساء مع السحور.

o       كمية الجرعة: ينصح بإنقاص الجرعة التي تكون في السحور إلى النصف خوفاً من حدوث هبوط شديد للسكر أثناء النهار ، وذلك بعد استشارة الطبيب.

  • توصيات عامة لمريض السكري:

ü     راقب مستوى السكر في الدم أثناء الصيام.

ü     الشد النفسي والتوتر والعصبية تؤثر سلباً على مستوى السكر ، فتعامل مع الضغوط والتوتر بحكمة ومهارة.

ü     مارس التمارين الرياضية ، ولا تقطعها إن كنت تمارسها قبل رمضان ، وأنسب وقت لها هو بعد التراويح.

ü     احرص أن يبقى نظام نومك معتاداً أو قريباً من المعتاد.

v    أمراض القلب والشرايين:

من لا يناسبهم الصيام من مرضى القلب:

1)    مرضى الجلطة الحديثة.

2)    المصابون بهبوط حاد شديد لم تتم السيطرة عليه بعد.

3)    المصابون بالذبحة القلبية غير المستقرة.

4)    المرضى الذين هم في حاجة لدخول المستشفى.

5)    الذين يحتاجون علاجاً أثناء النهار بالفم أو الحقن.

v    أمراض الكلى والجهاز البولي:

  • الحصى الكلوي (Renal Stones):

المعروف أن مريض الحصى الكلوي بحاجة إلى مزيد من السوائل ، والجفاف ربما يسبب له المغص الكلوي أو زيادة ترسب الحصى ، لذا ينصح بالإكثار من شرب السوائل ليلاً وخاصة عند السحور ، مع تجنب التعرض للحر والمجهود الشاق أثناء النهار. كما ينصح باستشارة أخصائي التغذية لمعرفة نوع الغذاء المناسب.

  • الضعف أوالفشل الكلوي والغسيل الكلوي (Renal Impairment, Renal Failure & Dialysis):

لكل مريض بهذه الحالات وضعه الخاص. المرضى في حالات الضعف الشديد التي تصل إلى مرحلة الفشل الكلوي قد لا يمكنهم الصيام ، ويرجع تحديد الحالة إلى الطبيب. بالنسبة لمرضى الغسيل الكلوي فقد يكون بإمكانهم الصيام في غير أيام الغسيل ، أما في أيام الغسيل فإن كثيراً من العلماء يرون أن الغسيل الكلوي يفطر.

  • التهاب المسالك البولية (UTI):

هؤلاء يمكنهم الصيام مع مراعاة الإكثار من شرب السوائل في ساعات الإفطار ، وأن لا يكون العلاج من نوع المضادات الحيوية التي تؤخذ أكثر من مرتين في اليوم.

  • زارعو الكلى (Renal Transplants):

يمكن لزارع الكلى الصيام عند استقرار حالته بعد العملية ، ويستغرق هذا عادة قريباً من السنة.

v    أمراض الجهاز الهضمي والكبد:

  • عسر الهضم والقولون العصبي:

الغالبية العظمى من هؤلاء المرضى يمكنهم الصيام إذا تناولوا علاجهم بانتظام ، والتزموا بحمية عسر الهضم وحمية القولون العصبي.

  • قرحة المعدة والإثني عشر(Gastric & Duodenal Ulcers):

مرضى هذه الحالات إذا تناولوا علاجهم بانتظام فلن يؤثر عليهم الصيام بإذن الله.

v    أمراض الجهاز العصبي:

  • الصرع والشلل الرعاش(Epilepsy & Parkinson's Disease):

على المريض التنسيق مع طبيبه قبل رمضان بحيث يعاد ترتيب مواعيد الجرعات ومقدارها ، ويجب ألا يعدل الجرعات بنفسه ، كما عليه أن يأخذ كفايته من النوم والراحة ، وأن يحرص على ألا يختل برنامجه اليومي في رمضان بشكل مفاجئ. والقرار على كل حال يؤخذ بالتشاور مع الطبيب.

  • جلطة المخ (CVA):

بعض هؤلاء المرضى حالته مستقرة ، وبعضهم حالته متدهورة وقد لا يمكنه الصيام ، والقرار هنا يؤخذ بالتشاور بين الطبيب والمريض أو ذويه.

v    الحمل والإرضاع:

  • هل تصوم الحامل؟

الصيام لا يؤثر على الجنين نفسه ، لكنه قد يؤدي إلى حدوث انخفاض في السكر لدى بعض الحوامل ، خاصة في الأشهر الأخيرة. أغلب الحوامل يستطعن الصيام دون مضاعفات ، والأمر يعتمد بشكل كبير على صحة الأم قبل الولادة وعلى الانتظام في متابعة عيادة الحمل. فإذا ظهرت مؤشرات أو تحاليل تدعو للقلق فعلى الحامل التشاور مع الطبيبة لاتخاذ القرار المناسب بإكمال الصيام أو الإفطار.

  • هل تصوم المرضع؟

بإمكان المرضع أن تصوم ، فإذا وجدت من حليبها نقصاً وخشيت أن يؤثر ذلك على وليدها فلتفطر وهي معذورة إن شاء الله. وعلى من أرادت الصيام الإكثار من الحليب والسوائل في الليل ، وعدم إرهاق نفسها في النهار.

v    أمراض الجهاز التنفسي:

الغالب الأعم من مرضى الجهاز التنفسي يستطيعون الصيام من دون أي مشاكل. لكن في بعض الحالات ، وخاصة كبار السن ، قد يكون في الصيام مشقة كبيرة ، ومثل هذه الحالات تدخل في أهل الأعذار فلهم أن يفطروا.

  • الربو وأمراض الصدر المزمنة (Asthma & ChronicPulmonary Diseases):

يقل في رمضان معدل التفاعلات الحيوية بسبب نقص الغذاء وبالتالي تقل الحاجة للأكسجين اللازم لهذه التفاعلات ، كما أثبتت دراسات عدة أن معدل التنفس يقل مع الصيام وأن وظائف الرئة في الغالب لا تتأثر ، لكن المشكلة الأساسية لهؤلاء المرضى في رمضان هي حاجتهم المستمرة للأدوية وعلى مدار الساعة أحياناً. لذا تعتمد إمكانية صيامهم على ما إذا كان نوع العلاج المأخوذ (البخاخ بأنواعه أو الحبوب والكبسولات) يعد مفطراً أم لا.

o       بخاخات الربو (Inhalers):

1)    البخاخ الغازي: هو علبة مضغوط فيها الدواء بصورة غازية ، وهولا يفطر.

2)    البخاخ المسحوق: وهو في عمله كالغازي إلا أنه مسحوق ، ولأن الخلاف فيه قوي فبإمكان المريض الاستعاضة عنه بالغازي خلال رمضان.

3)    البخاخ المائي: وفيه يجعل الدواء مع محلول الماء المقطر في جهاز تبخير متصل بقناع أنفي ، وهو كذلك فيه خلاف ، ولأنه علاج إسعافي فإذا احتاج إليه المريض فليأخذه وليفطر ثم يقضي فيما بعد.

4)    بخاخ الأكسجين: وفيه يأتي الأكسجين في أسطوانة توصل بالمريض بأنبوب ذي قناع. وهو لا يفطر بإجماع المعاصرين.

o       الحبوب والكبسولات والشراب:

وهذه تفطر مع أنها لا تغذي ، حتى ولو أخذها بدون ماء.

v    أمراض العيون:

العين عضو حساس يعتمد كثيراً على الترطيب بالدمع ، لذا فإن من يحتاجون لترطيب مستمر لعيونهم عليهم ألا يتوقفوا عن استخدام قطرات العين في النهار إذا احتاجوا لذلك ، خاصة أن معظم الفتاوى المعاصرة ترى أن قطرة العين لا تفطر. والجدير بالذكر أن ضغط العين لا يتأثر في رمضان ، وهذه المعلومة مهمة لمرضى الغلوكوما (ارتفاع ضغط العين).

v    تناول الأدوية في رمضان:

بالنسبة للأدوية التي تؤخذ مرتين يومياً فلا إشكال فيها ، إذ يمكن أخذها عند الإفطار وعند السحور. أما الأدوية التي تؤخذ ثلاث مرات فيمكن في كثير من الحالات أخذ الجرعة الأولى عند الإفطار والثانية في منتصف الليل والثالثة عند السحور ، غير أن هذا لا يمكن تطبيقه على كل الأدوية ، خاصة في الصيف حيث الليل قصير والنهار طويل ، فتتجمع الجرعات كلها ربما في نصف اليوم فقط ، وفي مثل هذه الحالات يستحسن البحث عن دواء بديل أحادي أو ثنائي الجرعة.

 وبعد.. فإذا كان في الصيام صحة للأبدان فلا ينبغي أن نجعله سبباً لهلاك السقيم منها ، فعلى كل مريض مراعاة حالته الصحية عند الصيام ، وليأخذ بالرخص ما أتيحت له ، ولا يلقي بنفسه إلى التهلكة فيأثم... وصوماً مقبولاً.

 

 

 

2014-07-07

صحتك في رمضان