ساحة الأعضاء! تسجيل جديد تسجيل الدخول
English Language

تاريخ الطب

2011-10-23

جراحة العظام عند العرب

جراحة العظام عند العرب

بقلم الدكتور عبد العزيز اللبدي

كادت جراحة الحوادث والكسور تنفصل عن الجراحة والطب بوجود تخصص المجبر الذي لا يمارس الطب وإنما تجبير كسور العظام فقط، وقد فصل العرب منذ بداية تطور الطب العربي بين الجراحة العامة والعظام يسأل (حنين) في المسائل ويجيب "كم عدد أصناف العلاج باليد في الطب؟ - صنفان ……

ما هي :

أنا ربما استعملناه في اللحم

أنا ربما استعملناه في العظم

ما أمثال هذا العلاج في اللحم؟

البط والكي والخياطة

وما أمثال استعمالنا له بالعظام؟

أما برد الخلع وإما بجبر الكسور؟؟(1)

فتجبير الكسور جزء من الجراحة ولكنه من أوائل فروع التخصص في الجراحة وقد برع فيها الأطباء العرب وتوسعوا في بحثه وعالجوا جميع أنواع الكسور في العظام الصغيرة منها والكبيرة. ويوجه الزهراوي النظر إلى أهمية جراحة الكسور والعظام فيقول في الباب الثالث من الفصل الثلاثين في كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف. "اعلم يا بني أنه قد يدعي هذا الكتاب الجهال من الأطباء والعوام ومن لم يتصفح قط للقدماء فيه كتاباً ولا قراء منه حرفاً ولهذه العلة صار هذا الفن من العلم في بلدنا معروفاً وأني لم ألف فيه قط محسناً البتة وإنما استفدت منه ما استفدت لطول قرائتي لكتب الأوائل وحرصي على فهمهما حتى استخرجت علم ذلك ثم لزمت التجربة والدربة طول عمري"(2).

ولعل معالجة الكسور بواسطة المجبرين هي من أهم فروع الطب العربي الذي بقي ممارساً إلى يومنا هذا عبر أجيال من المجبرين من أمثال من ذكرهم الزهراوي.

الكسور وأنواعها:

يعرف ابن القف الكسر أنه تفرق اتصال في العظم(3) وأن وقع تفرق الاتصال بالعظم وكان سببه من الخارج وقسمه إلى جزئين أو إلى أجزاء كبار سمي كسراً وإن قسمه إلى أجزاء صغار سمي تفتتاً وإن كان من داخل وهو أن تكون استولت عليه مادة فاسدة فإنه يسمى ريح الشوكة وإن وقع بين عظميتن ملتصقتين كالزندين سمي انفصالاً وإن كان أحدهما راكزاً بالآخر وخرج الراكز عن موضعه خروجاً تاماً سمي خلعاً.

وإن لم تخرج بالتمام سمي زوالاً ومنهم من يسميه وثيا وأن لم يتحرك من موضعه لكن الرص حوله سمي وهنا وإن وقع في الغضروف كيف كان سمي بتراً. وإن وقع في العصبة وكان عرضاً سمي بتراً أيضاً وإن كان طولاً سمي شقاً، وإن كثر عدده سمي فدغاً وإن وقع في طرف العضلة سمي هتكاً. وإن وقع في نفس العضلة سمي حزاً(4).

ويقول الزهراوي "واعلم أن الكسر قد تختلف أنواعه بحسب اختلاف الأعضاء لأن كسر عظم الساق مخالف لكسر عظم الرأس وكسر عظم الصدر مخالف لكسر عظم الظهر وكذلك سائر الأعضاء وكلها مخالف بعضها بعضاً وقد يختلف نوع كسر العظم في نفسه قد يكون كسره تقصفاً من غير أن تحدث فيه شظايا وزوائد متبرئة وغير متبرئه ويكون الكسر مع جرح وخرق في الجلد ويكون الكسر صدعاً يسيراً"(5).

أما ابن سينا فيقسم إلى متفرق وغير متفرق وغير المتفرق ينقسم إلى مستوى ومتشعب أما المستوي فينقسم إلى طولي وعرضي والعرضي إلى مبين وغير مبين(6).

لقد اتفق الجراحون إذن على تقسيم الكسور حسب:

الوصف الظاهر.

وضع العظم: فدغ تفتت، قصف.

علاقته بالجلد والأنسجة المحيطة، مع جرح أبو بدون جرح والغضروف عضل.

حسب العضو الذي يقع فيه.

وهذا التقسيم ينسجم مع الإمكانيات التشخيصية المتاحة بشكل جيد.

الشخيص:-

وقد شخص الأطباء الكسور تشخيصاً دقيقاً "ومما يتعرف به كسر العظم اعوجاجه ونتؤه وظهروه للحس وتخشخشه عند غمزك إياه بيدك، فمتى لم يكن في الموضع عوجاج ظاهر ولا تخشخش ولا تحس عند جسك العظم باضطراب ولا يجد العليل كبير وجع فليس هناك كسر بل يمكن أن يكون" وثئاً أو كسراً هينا أو صدعاً يسيراً فلا ينبغي أن تحركه بالمد والغمز البتة بل احمل عليه من الأدوية التي اذكرها بعد حين ما يوافق الموضع ثم تشده شداً لطيفاً"(7) ويجعل ابن سينا الألم عاملاً رئيسياً في التشخيص "موضع الكسر من الكبار يعرف بالوجع ومن موقع السبب الكاسر".

2011-10-23

جراحة العظام عند العرب