ساحة الأعضاء! تسجيل جديد تسجيل الدخول
English Language

صحتك في الحج

2010-11-07

الفحص الطبي أساس سلامةالحاج

الحج.. الوقاية من الأمراض وعلاجها

الفحص الطبي قبل السفر والسلوك الصحي السليم أساس سلامة الحاج

جدة: د. عبد الحفيظ يحيى خوجة
إن اجتماع الملايين من الناس في مكان واحد لأداء مناسك الحج لا بد أن يؤدي إلى ظروف بيئية صعبة عند بعض الحجيج وذلك بسبب الزحام الشديد، إضافة إلى الجهد المتواصل الذي يقوم به الحاج من أجل تأدية مناسك الحج، ولا نغفل تأثيرات الطقس والمناخ، سواء الحر أو البرد الذي يتعرض له الحاج خاصة في الأماكن المكشوفة.

وعلى الرغم من أن المسؤولين في المملكة العربية السعودية يقومون ببذل أقصى الجهد لتوفير الرعاية الصحية للحجاج، وتوفير الأدوية اللازمة ومراكز الإسعاف والمستشفيات، فإن الزحام الشديد أثناء الحج قد يؤخر المساعدة الطبية بعض الوقت، خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار الظروف الصحية لكثير من الحجاج من كبار السن الذين يعانون أمراضا مزمنة مختلفة، مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين.

التقت «صحتك» الدكتور حسان شمسي باشا، استشاري أمراض القلب في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة، الذي أكد على ضرورة أن يطمئن الحاج على صحته قبل أن يبدأ رحلة الحج المباركة، فيقوم بزيارة الطبيب الإخصائي إذا كانت لديه أمراض قديمة أو حديثة يعانيها، كما يجب على كل حاج أن يعرف فصيلة الدم عنده وتسجيل ذلك في جواز السفر. وينبغي التأكد من الحصول على اللقاحات اللازمة للوقاية من الأمراض المعدية، مثل الحمى الشوكية وغيرها. كما يجب على المرضى الذين يتناولون علاجات لأمراضهم الاستمرار في تناول الدواء بانتظام، وعدم التقصير في ذلك بأي حال من الأحوال، والإكثار من تناول السوائل - ما لم يكونوا مصابين بمرض يمنع ذلك - وينبغي لهم إعلام الطبيب بذلك.

وأضاف د. باشا أن على الحاج مراعاة كبر سنه ووضعه الصحي من مرض أو عجز أو عاهة، فلا يغالي في الوجود في الأماكن المزدحمة بشدة، ولا يحمل نفسه ما لا تطيق. فالازدحام الشديد يعرض الحجاج للإصابة بالأمراض المعدية، كما قد يسبب سقوط بعض الحجاج، وخاصة المسنين منهم، مما يعرضهم للكسور والرضوض.

* الحاج وداء السكري

* لا شك في أن نظام التغذية مهم جدا بالنسبة إلى جميع الحجاج، وتزداد هذه الأهمية للحاج المصاب بمرض السكري لأنه يقوم بمجهود ذهني وعضلي أثناء مناسك الحج.

والغاية الأساسية في النظام الغذائي عند مرضى السكري هو تقليل المواد السكرية والدهون بشكل عام، وخاصة السكر والمربيات والحلويات وما شابهها، والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه التي لا تحتوي على كمية عالية من السكريات، وتناول الخبز بكميات محدودة.

وينصح مريض السكري المصاب بسكر غير مستقر بعدم السفر للحج حتى تتحسن حالته. ويجب على مريض السكري حمل بطاقة (كرت) مكتوب عليها باللغتين العربية والإنجليزية، وفيها تشخيص المرض والعلاج الذي يستعمله والجرعات المحددة. ويجب أن يتأكد مريض السكري من وضعه الصحي قبل السفر للحج.

وينبغي لمريض السكري أيضا أن يبتعد عن الأماكن المكشوفة وتجنب ضربة الشمس أو لسعة البرد، وأن يكثر من شرب الماء. وإذا حدث عنده نقص في مستوى السكر بالدم، فعليه تناول قطعتين من الحلوى أو ملعقتين صغيرتين من السكر، وينقل إلى أقرب مركز صحي.

* ارتفاع ضغط الدم

* يوصى المصاب بارتفاع ضغط الدم بالإقلال من تناول الملح بشكل عام، والإقلال من تناول الدهون. وتناول الأدوية بانتظام، والتأكد من أن ضغط الدم مسيطر عليه.

* أمراض الكلى

* ويوصي د. حسان باشا الحاج المصاب بالتهاب الكلى المزمن بمراعاة النظام الغذائي الموصوف له من قبل الطبيب المعالج. أما بالنسبة للحجاج الذين يعانون حصيات الكلى، فعليهم الإكثار من تناول السوائل بكمية تصل إلى 3 لترات يوميا.

وبالنسبة للحاج المصاب بقصور بسيط في وظائف الكلى ولا يشكو من أعراض الفشل الكلوي، فيمكنه السفر للحج. أما الحاج المصاب بالفشل الكلوي المزمن ويشكو من أي أعراض للفشل مثل فقدان الشهية والغثيان والقيء، ولديه مضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم أو هبوط القلب، فلا ينصح بالسفر للحج في هذه الحالات.

وإذا كانت حالته مستقرة ويجرى له غسيل كلوي، فينبغي له حجز مكان في أقرب مركز لغسيل الكلى بواقع جلستين أو ثلاث أسبوعيا أثناء فترة الحج.

* أمراض الجهاز الهضمي

* ينصح هؤلاء المرضى طوال فترة الحج، بشكل عام، بتناول الوجبات الخفيفة وخاصة الأطعمة المسلوقة، والامتناع عن المواد المحرقة كالشطة والفلفل وغيرها. وعلى الحاج التأكد من نظافة الأطعمة وعدم فسادها، وغسل الطعام وطهيه جيدا، كما ينصح بإضافة الليمون والخل. ويستحسن للحاج أن يجرى له فحص براز قبل السفر، للتأكد من عدم وجود طفيليات في البراز.

* مرض القلب

* يقول د. باشا إن على الحاج - وخاصة المسنين منهم - التأكد من سلامة قلبه، فلا بد له من الكشف الطبي العام للتأكد من عدم وجود ارتفاع في ضغط الدم، أو إصابة بمرض في القلب، ولا ننسى دوما أن في الحج مجهودا بدنيا وعقليا كبيرا.

فإذا ما كان المريض مصابا بذبحة صدرية مستقرة ولا يشكو من أي أعراض، فعليه أن يتجنب الإجهاد الجسدي ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ويتجنب الانفعالات النفسية ويتناول أدويته بانتظام، وعليه أن يحمل معه دوما أقراص النيتروغلسرين يضعها تحت اللسان إن حدث لديه ألم صدري. أما إذا لم يستجب الألم الصدري أو تكرر حدوثه، فعليه مراجعة أقرب مركز صحي.

أما المرضى المصابون بجلطة حديثة في القلب، فلا ينصحون بأداء مناسك الحج، حيث يحتاج المريض إلى فترة لا تقل عادة عن ستة أسابيع قبل العودة إلى الحياة الطبيعية تماما، شريطة ألا تكون هناك أي آلام ذبحة صدرية بعد جلطة القلب.

ولا يمنع ارتفاع ضغط الدم المسيطر عليه من أداء فريضة الحج بصورة طبيعية، مع الالتزام بتناول الدواء والتقليل من الملح والدهون والانفعالات النفسية.

* الأمراض المعدية لا شك في أن المسافرين بشكل عام، والحجاج على وجه الخصوص، معرضون للإصابة بمختلف الأمراض المعدية، وخاصة عند المسنين. وهذا الأمر يعزى لعدة أسباب:

* استعمال أدوات الغير أو البصق على الأرض وغير ذلك من السلوكيات الشخصية غير الصحية، حيث يصل الحجيج من مختلف أنحاء العالم، على اختلاف الثقافات والبيئات والعادات السلوكية المختلفة.

* الازدحام الشديد يزيد من احتمال انتقال العدوى، وخاصة الأمراض الفيروسية والجرثومية.

* المشقة الجسدية والنفسية التي تؤدي إلى إجهاد الحاج، مما يزيد من احتمال تعرضه للأمراض المعدية المختلفة.

* تغير المناخ بين البلد الأصلي للحاج وطبيعة الجو في المناطق المقدسة في مكة والمدينة.

الشمس والعين وينبغي للحاج تجنب الوقوف مدة طويلة تحت أشعة الشمس المباشرة، وخاصة عند المرضى الذين يشكون من التهابات تحسسية أو رمد ربيعي، مع ضرورة ارتداء نظارة شمسية سوداء من نوع جيد.

وفي حال دخول جسم غريب داخل العين، ينبغي غسل العينين بغزارة بالماء، وعدم حك العين مباشرة حتى لا ينفذ الجسم الغريب إلى داخل العين، ومراجعة أقرب مركز صحي. كما ينبغي تذكير الحجاج الذين أجريت لهم جراحات داخل العين منذ فترة قصيرة (أقل من ثلاثة أشهر) قبل الحج بأن عليهم تجنب الإجهاد الشديد، أو السجود الطويل أثناء الصلاة، أو حمل أغراض ثقيلة.

* دوار السفر

* وهو دوار يحدث نتيجة اهتزاز القنوات الهلالية في الأذن الداخلية التي تتحكم في توازن الإنسان. وهو أربعة أنواع: دوار البحر، دوار الطائرة، دوار القطار، ودوار السيارة.

أما أعراض دوار السفر، فهي الإحساس بالدوخة والغثيان والقيء.

وعلاجه يكون بالراحة، وأخذ أحد الأدوية المضادة للهستامين مثل: «درامامين» قبل ركوب الطائرة أو الباخرة بنصف ساعة.

وفي حالة السفر بالطائرة، ينصح بمضغ قطعة من اللبان (العلكة) أثناء الطيران، حيث يسبب المضغ فتح قناة «استاكيوس» التي تصل بين الأذن والأنف، وهذا ما يسمح بتساوي الضغط الهوائي على جانبي غشاء طبلة الأذن.

وصايا غذائية.. أثناء الحج

* يجب البعد عن تناول المأكولات المكشوفة، وينصح بتناول المعلبات الجاهزة بعد التأكد من تاريخ صلاحيتها.

* ينصح دوما بالاعتدال في الطعام، وعدم ملء المعدة وتحميلها ما لا طاقة لها به، ويجب تجنب الأطعمة التي تسبب عسر الهضم مثل المواد الدسمة والأطعمة التي تسبب غازات البطن كالملفوف والزهرة (القرنبيط) وغيرها.

* غسل الخضراوات الطازجة جيدا وإضافة الليمون أو الخل إليها، وغسل الفواكه بشكل جيد.

* طهي اللحوم جيدا.

* استخدام الوجبات الجافة، والفواكه الطازجة، والمعلبات ذات الصلاحيات السليمة.

* تناول المياه المعدنية، أو المياه الجوفية العميقة.

* ينصح بتناول سوائل تحتوي على نسبة معقولة من الأملاح لتفادي أمرض الحرارة.

* الاعتدال في تناول المياه الغازية.

* أخذ الملابس الملائمة للطقس لاستعمالها بعد انتهاء الإحرام.

* اصطحاب مظلة شمسية للوقاية من الشمس.

* تجنب التعرض لأشعة الشمس مباشرة.

* مراعاة النظافة الشخصية من غسل اليدين قبل الطعام، واستخدام الصابون غير المعطر.

http://www.aawsat.com/details.asp?section=15&issueno=11665&article=593950&feature=1