ساحة الأعضاء! تسجيل جديد تسجيل الدخول
English Language

الصحة النفسية

2009-07-28

انْـفصِـــامُ الشخصْـــيّة Schizophrenia

 

 

 

 

 

انْـفصِـــامُ الشخصْـــيّة Schizophrenia

v ما هو مرض انفصام الشخصية؟

انفصام الشخصية هو مرض نفسي مزمن (يستمر مع الإنسان مدى الحياة) يعيق عمل العقل, ويتضمن اختلال في التفكير (أفكار غير طبيعية أو واقعية) و انقطاع عن الواقع وهلوسة (سماع أصوات أو رؤية أشياء لا وجود لها) و ضلالات فكرية (اعتقادات خاطئة). سبب انفصام الشخصية إلى الآن غير معروف, لكن من المعتقد أن تكون ناتجة عن أسباب جينية أو بيئية. عدم توازن مستويات المواد الكيميائية في الدماغ قد يكون مؤثراً أيضاً, وهذه المواد تسمى الموصلات العصبية, والتي بدورها تؤثر على طريقة تفكيرنا وعواطفنا.

v كيف يفكر ويتصرف المصابون بانفصام الشخصية؟

قد يبدو المصابون بانفصام الشخصية مختلفين عن الأشخاص العاديين ويكون إظهارهم للمشاعر أقل من الأشخاص العاديين أو يكونون غير قادرين على إظهار أي مشاعر (تبلد العاطفة) وقد يميلون إلى الانطواء على أنفسهم وينعزلون اجتماعيا. وفي بعض الأحيان يظهر عليهم الخمول والتعب والبطء وكأنهم يعانون من نقص في الطاقة. حيث يهملون نظافتهم الشخصية

مثلا : لا يستحموا لفترات طويلة ولا يهتمون بمظرهم الخارجي وربما يفقدون الاهتمام

لعمل هوايتهم وحتى النشاطات اليومية.

المصابون بانفصام الشخصية قد يعانون من اعتقادات خاطئة ليس لها أي أساس منطقي تدعى الضلالات الفكرية على سبيل المثال:فقد يعتقدون أن الأشخاص الآخرين يتجسسون عليهم أو يعتقدون أنهم شخصيات مشهورة في التاريخ, وبعض الأحيان قد يسمعون أصوات تأمرهم بعمل أشياء معينة أو تخبرهم بأشياء عنهم. سماع أصوات أو رؤية أشياء لا وجود لها أي لا يسمعها أو يراها الأشخاص الآخرين, تدعى هلاوس. أفكار مريض انفصام الشخصية قد تتكون بسرعة خاطفة في عقله مما يجعله مرتبك (مشوش) وغير منتظم وبناء على ذلك فـأيضاً حديثه (كلامه) قد يصبح غير متناسق. وهذه الأعراض تختفي ثم تعاود الظهور وعادة تحصل بعد التعرض لضغوط نفسية.

v كيفية علاج انفصام الشخصية؟

في الماضي, كانت الأدوية المستخدمة في علاج انفصام الشخصية تقوم بإيقاف عمل مادة كيميائية في الدماغ التي تدعى "الدوبامين", وهذه الأدوية تساعد على التحكم بأعراض المرض اختلال واضطراب الفكر والهلوسة والضلالات، وللأسف لهذه الأدوية آثار جانبية تشمل تناقص في إظهار المشاعر، وتيبس في العضلات، زيادة في الوزن و رعاش. ويمكن أن يسبب العلاج آثار جانبية غير مستحبة مثل حركات لا إرادية في اللسان و الأطراف و تسمى )عُـسـر الحركة الـمُـتأخر(.

ونادراً قد يصاب بعض مستخدمي هذه الأدوية بمتلازمة خطيرة تدعى (المتلازمة الخبيثة للأدوية المهدئة) التي تسبب تصلباً شديداً في العضلات مع ارتفاع في درجة الحرارة و ضغط دم عالي واضطراب. وفي الحالات الشديدة قد تؤدي إلى غيبوبة.

ويوجد أيضاً علاج لانفصام الشخصية في الطب الحديث. عن طريق أدوية تعمل على إيقاف المادة الكيميائية في الدماغ والتي تدعى "السيرتونين" بالإضافة إلى مادة "الدوبامين" و هي تساعد على التحكم في التفكير الغير طبيعي والهلوسة، والأعراض المرتبطة بانفصام الشخصية. كما أنها تحسن من حالة العزلة الاجتماعية وتلبد المشاعر المصاحبة للمرض.

v هل هناك أعراض جانبية للأدوية الحديثة؟

مثل جميع الأدوية يمكن أن تسبب الأدوية الحديثة لعلاج انفصام الشخصية آثار جانبية. ولا ينطبق وجود الآثار على جميع المرضى. ولكن يعتمد وجودها على نوع الدواء الذي يصفه الطبيب للمريض.

وأثناء تعاطي المريض لأدوية انفصام الشخصية، قد تحتاج لزيارة الطبيب خلال فترات معينة لإجراء بعض التحاليل.

مثلا إذا كنت تستخدم "كلوزابين" (الاسم التجاري"كلوزاريل") الذي قد يتسبب في انخفاض عدد كريات الدم البيضاء (المسؤولة عن الدفاع ضد الميكروبات) وبالتالي يجعلك عرضة للالتهاب. فالأشخاص اللذين يستخدمون هذا الدواء يجب عليهم فحص دمهم كل أسبوع. ويحدد لك الطبيب متى تقوم بإجراء هذه التحاليل.

v ماذا يجب علي معرفته عن أدوية علاج انفصام الشخصية؟

· تناول الدواء كل يوم في نفس الوقت.

· شرب الكثير من السوائل.

· قد تكون أكثر حساسية للتغير في درجات الحرارة فعليك تجنب قضاء وقت طويل تحت الشمس و إرتدي ثيابا دافئة في الجو البارد.

· لا تتوقف عن أخذ الدواء من غير استشارة الطبيب.

· إذا لاحظت أن اضطرابات الفكر والأعراض الأخرى تزداد سوءاً أو لاحظت حدوث أعراض غير متوقعة أو ارتفاع في درجة الحرارة استشر طبيبك فوراً.

 

v هل هناك وسائل أخرى لعلاج الانفصام؟

الأدوية هي الوسيلة الرئيسية لعلاج انفصام الشخصية, لكن هناك وسائل أخرى تساعد في علاج هذا المرض. فقد يستفيد المرضى من العلاج النفسي (العلاج عن طريق التفاعل ما بين المعالج والمريض في جلسات) حيث يتعلم كيفية التعامل مع أعراض المرض، إعادة التأهيل تساعد المرضى على تطوير مهاراتهم الاجتماعية ويتلقون تدريباً على الاعتماد على الذات. وهذه المهارات تمكن المريض من العمل، والاهتمام بذاته، والعيش من دون الاتكال على الآخرين والحفاظ على علاقاته العامة.

v ما هو مستقبل مرضى انفصام الشخصية؟

كلما انخفضت فترة نوبات الهلوسة وتحسنت بقية الأعراض عند المريض تحسنت حالته على المدى البعيد. إن أخذ الأدوية الصحيحة بانتظام يمنع الانتكاسات المرضية ويخفف من مضاعفات المرض بقدرة الله.

ويكتشف الباحثون أكثر فأكثر عن طريقة عمل الدماغ. ومع هذه الاكتشافات يمكن مستقبلاً تطوير أدوية أفضل و بآثار جانبية أقل ليعيش المرضى دون أن يعيق المرض حياتهم بإذن الله..

إعداد\ د.رؤى غانم شفي.

إشراف ومراجعة\ د.محمد الغامدي.

E.mail ghamdims2@ngha.med.sa:

2009-07-28

انْـفصِـــامُ الشخصْـــيّة Schizophrenia