ساحة الأعضاء! تسجيل جديد تسجيل الدخول
English Language

أدب المهنة

2011-05-01

واجبات الطبيب

الباب الثاني: واجبات الطبيب

أولاً: واجبات الطبيب نحو المجتمع Obligations towards the society

مادة (2): يلتزم الطبيب في موقع عمله الوظيفي أو الخاص بأن يكون عمله خالصاً لمرضاة الله وخدمة المجتمع الذي يعيش فيه بكل إمكانياته وطاقاته في ظروف السلم والحرب وفى جميع الأحوال.

مادة (3): على الطبيب أن يكون قدوة حسنة في المجتمع بالالتزام بالمبادئ والمثل العليا، أميناً على حقوق المواطنين في الحصول على الرعاية الصحية الواجبة، منزهاً عن الاستغلال بجميع صوره لمرضاه أو زملائه أو تلاميذه.

مادة (4): على الطبيب أن يسهم في دراسة سبل حل المشكلات الصحية للمجتمع وأن يدعم دور النقابة في دعم وتطوير السياسة الصحية والارتقاء بها للصالح العام وأن يكون متعاوناً مع أجهزة الدولة المعنية فيما يطلب من بيانات لازمة لوضع السياسات والخطط الصحية.

مادة (5): على الطبيب أن يبلغ السلطات الصحية المختصة عند الاشتباه في مرض وبائي حتى تتخذ الإجراءات الوقائية لحماية المجتمع.

ثانياً: واجبات الطبيب نحو المهنة: Obligation towards the profession

مادة (6): على الطبيب أن يراعى الأمانة والدقة في جميع تصرفاته وأن يلتزم السلوك القويم وأن يحافظ على كرامته وكرامة المهنة مما يشينها وفقاً لما ورد في قسم الأطباء وفى هذه اللائحة.

­مادة (7): لا يجوز للطبيب أن يحرر تقريراً طبياً أو يدلى بشهادة بعيداً عن تخصصه أو مخالفة للواقع الذي توصل إليه من خلال فحصه الشخصي للمريض.

مادة (8): لا يجوز للطبيب أن يأتي عملاً من الأعمال الآتية:

<!--[أ) الاستعانة بالوسطاء في مزاولة المهنة سواء كان ذلك بأجر أو بدون أجر.

ب) السماح باستعمال اسمه في ترويج الأدوية أو العقاقير أو مختلف أنواع العلاج أو لأغراض تجارية على أي صورة من الصور.

ج) طلب أو قبول مكافأة أو أجر من أي نوع كان نظير التعهد أو القيام بوصف أدوية أو أجهزة معينة للمرضى أو إرسالهم إلى مستشفى أو مصح علاجي أو دور للتمريض أو صيدلية أو أي مكان محدد لإجراء الفحوص والتحاليل الطبية أو لبيع المستلزمات أو المعينات الطبية.

د) القيام بإجراء استشارات طبية في محال تجارية أو ملحقاتها مما هو معد لبيع الأدوية أو الأجهزة أو التجهيزات الطبية سواء كان ذلك بالمجان أو نظير مرتب أو مكافأة.

هـ) القيام باستشارات طبية من خلال شركات الاتصالات.

و) القيام ببيع أي أدوية أو وصفات أو أجهزة أو مستلزمات طبية في عيادته – أو أثناء ممارسته للمهنة - بغرض الاتجار.

<!--[if !supportLists]-->ز‌) <!--[endif]-->أن يتقاسم أجره مع أي من زملائه إلا إذا اشترك معه في العلاج فعلاً. أو أن يعمل وسيطاً لطبيب آخر أو مستشفى بأي صورة من الصور.

مادة (9): لا يجوز للطبيب تطبيق طريقة جديدة للتشخيص أو العلاج إذا لم يكن قد أكتمل اختبارها بالأسلوب العلمي والأخلاقي السليم ونشرت في المجالات الطبية المعتمدة وثبتت صلاحيتها وتم الترخيص بها من الجهات الصحية المختصة. كما لا يجوز له أيضاً أن ينسب لنفسه دون وجه حق أي كشف علمي أو يدعى انفراده به.

مادة (10): لا يجوز للطبيب أن يقوم بالدعاية لنفسه على أية صورة من الصور سواء كان ذلك بطريق النشر أو الإذاعة المسموعة أو المرئية أو عبر وسائل الإنترنت أو أي طريقة أخرى من طرق الإعلان.

مادة (11): يجوز للطبيب عند فتح عيادة أو نقلها أن يعلن عن ذلك بالصحف في حدود ثلاث مرات كما يجوز له إذا غاب عن عيادته أكثر من أسبوعين أن ينشر إعلانين أحدهما قبل غيابه والثاني بعد عودته.

مادة (12): يجب على الطبيب أن يلتزم في إعداد اللافتة والمطبوعات والتذاكر الطبية وما في حكمها بالتشريعات والقوانين واللوائح المنظمة لذلك.

مادة (13): لا يجوز للطبيب أن يستغل وظيفته بقصد تحقيق منفعة شخصية أو الحصول على كسب مادي من المريض، كما لا يجوز له أن يتقاضى من المريض أجراً عن عمل يدخل في اختصاص وظيفته الأصلية التي يؤجر عليها.

مادة (14): على الطبيب أن يغتنم كل مناسبة للقيام بالتثقيف الصحي لمريضه وتعريفه بأنماط الحياة الصحية وأن يحرص على التعلم والتدريب الطبي بشكل دائم ومستمر وأن يحافظ على كفاءته العلمية والمهارة المؤهلة لممارسة المهنة.

مادة (15): لا يجوز للطبيب الجزم بتشخيص مرض أو التوصية بعلاج ما من خلال بيانات شفهية أو كتابية أو مرئية دون مناظرة المريض وفحصه شخصياً.

مادة (16): يجوز للطبيب الاشتراك في حلقات تبادل الرأي العلمي التي يكون أطرافها أطباء متخصصين كما يجوز له المشاركة في نقل معلومات طبية من زميل لآخر سواء كانت كتابة أو عبر وسائل الاتصال الأخرى.

مادة (17): إذا تم الاتصال أو الاستشارة بين طبيب وطبيب آخر بخصوص أي علاج أو تشخيص لمريض تكون المسئولية الكاملة على الطبيب الذي يباشر المريض في العلاج والتشخيص.

مادة (18): يجب على الطبيب التنحي عن إبداء أي نصح أو رأى طبي أو علمي كتابة أو شفاهة عند مناقشة أمر ينبني عليه مصلحة شخصية له أو يعود عليه بنفع مادي خارج إطار ممارسته للمهنة الطبية.

مادة (19): عند مخاطبة الجمهور في الموضوعات الطبية عبر وسائل الإعلام يلتزم الطبيب بالقواعد الآتية:

أ) تجنب ذكر مكان عمله وطرق الاتصال به والإشادة بخبراته أو إنجازاته العلمية، ويكتفي فقط بذكر صفته المهنية ومجال تخصصه.

ب) أن تكون المخاطبة بأسلوب مبسط يلائم المستمع أو المشاهد غير المتخصص.

جـ) تجنب ذكر الآراء العلمية غير المؤكدة أو غير المقطوع بصحتها، أو تناول الموضوعات المختلف عليها والتي يكون مناقشتها فقط في الجلسات العلمية الخاصة غير الموجهة للعامة.

2012-02-06

أدب الطبيب في ظل الإسلام

أدب الطبيب في ظل الإسلام

يحتاج الطبيب من وجهة نظر الشارع الإسلامي إلى مجموعة من الصفات، كي يكون مؤهلاً لتأدية واجبه الطبي على الوجه الأكمل. ومع أن القيام بهذه المهمة واجب كفائي إلا أن علماءنا اعتبروها من أشرف المهن لارتباطها بحفظ النفس وحسن أداء الإنسان لمهمة استخلافه في هذه الأرض. بيد أنهم جعلوا ذلك رهين شرطين اثنين:

أولهما أن تمارس المهنة بكل إتقان وإخلاص.

ثانيهما أن يراعي الطبيب بسلوكه وتصرفاته الخلق الإسلامي القويم.

و قد جمع الدكتور شوكت الشطي صفات الطبيب الحاذق التي تتطلبها الشريعة الإسلامية عن مؤلفات الطب الشرعية في عشرة صفات:

1. على الطبيب أن يُلِّم بأسباب المرض والظروف التي أحاطت به بما في ذلك النظر في نوع المرض ومن أي شيء حدث والعلة الفاعلة التي كانت سبب حدوثه.

2. الاهتمام بالمريض وبقوته والاختلاف الذي طرأ على بدنه وعاداته.

3. أن لا يكون قصد الطبيب إزالة تلك العلة فقط، بل إزالتها على وجه يؤمن معه عدم حدوث علة أصعب منها. فمتى كانت إزالتها لا يؤمن معه حدوث ذلك أبقاها على حالها وتلطيفها هو الواجب.

4. أن يعالج بالأسهل فالأسهل فلا ينتقل من العلاج بالغذاء إلى الدواء. إلا عند تعذره. ولا ينتقل إلى الدواء المركب إلا عند تعذر الدواء البسيط.

5. النظر في قوة الدواء ودرجته والموازنة بينها وبين قوة المرض.

6. أن ينظر في العلة هل هي مما يمكن علاجها أم لا؟ فإن لم يكن علاجها ممكناً حفظ صناعته وحرمته ولا يحمله الطمع في علاج لا يفيد شيئاً.

7. أن يكون له خبرة باعتلال القلوب والأرواح وأدويتها وذلك أصل عظيم في علاج الأبدان فإن انفعال البدن وطبيعته وتأثير ذلك في النفس أمرٌ مشهور.

8. التلطف بالمريض والرفق به

9. أن يستعمل علاجات منها (التخييل) وإن لحذاق الأطباء في التخييل أموراً لا يصل إليها الدواء.

10. على الطبيب أن يجعل علاجه وتدبيره دائراً على ستة أركان: حفظ الصحة الموجودة، ورد الصحة المفقودة، وإزالة العلة أو تقليلها، واحتمال أدنى المصلحتين لإزالة أعظمهما، وتقريب أدنى المصلحين لتحصيل أعظمهما.



و يقصد بالتخييل (الإيحاء) وهذا ما يذكرنا بأهمية التعامل مع المريض وطمأنته وهو أمر ضروري لدعم أجهزة الوقاية والمناعة في البدن.

و يلخص التاج السبكي رحمه الله آداب الطبيب فيقول: من حقه بذل النصح والرفق بالمريض، وإذا رأى علامات الموت لم يكره أن ينبه على الوصية بلطف من القول، وله النظر إلى العورة عند الحاجة، وبقدر الحاجة. وأكثر ما يؤتى الطبيب من عدم فهمه حقيقة المرض واستعجاله في ذكر ما يصفه، وعدم فهمه مزاج المريض، وجلوسه لطب الناس دون استكمال الأهلية، ويجب أن يعتقد أن طبَّه لا يرد قضاءً ولا قدراً. وأنه يفعل امتثالاً لأمر الشرع وأن الله تعالى أنزل الداء والدواء.

و قد أكد أبو بكر الرازي في حديثه عن أخلاق الطبيب هذه النقطة فقال: وليتكل الطبيب في علاجه على الله تعالى ويتوقع البرء منه، ولا يحسب قوته وعمله، ويعتمد في كل أموره عليه. فإن عمل بضدِّ ذلك ونظر إلى نفسه وقوته في الصناعة وحذقه حرمه الله تعالى من البرء.

و إتقان الطبيب صنعته يدخل ضمن عموم الدعوة النبوية الكريمة: " إنَّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " [رواه البيهقي]. ومما نفهمه من قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل لم ينزل داءً إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله " [رواه مسلم]. ففي الحديث تشجيع للبحث لاكتشاف الأدوية الفعالة. وحثٌ للطبيب على زيادة معارفه الطبية وإتقان فنه. ولأن الإصابة منها تؤدي إلى الشفاء كما نفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم: " فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله " [رواه ابن ماجة وأحمد والطبراني ورجاله ثقات (مجمع الزوائد)].

و قد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ينبغي الاستعانة في كل علم وصناعة بأحذق من فيها، فالأحذق إلى الإصابة أقرب. فقد ذكر الإمام مالك في موطئه عن زيد بن أسلم أنّ رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جُرِح فحقن الدم، فدعا له رجلين من أنمار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكما أطبُّ؟ فقال أحدهما: أو في الطب خيرٌ يا رسول الله؟ فقال: إنّ الذي أنزل الداء هو الذي أنزل الدواء [الحديث مرسل، لكن مرسله زيد بن أسلم من كبار التابعين، ومرسلاته صحيحة عند المحدثين]. روى الحديث أيضاً عبد الملك بن حبيب [في كتابه (الطب النبوي)] عن أصحاب مالك الذين لقيهم في المدينة وزاد فيه أن أحدهما قال: أنا أطبُّ الرجلين. فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بمداواته فبطّ بطنه واستخرج منه النصل ثم خاطه.

و النجدة لتفريج كربة المريض وتلبية الواجب لإسعافه ليلاً ونهاراً من واجبات الطبيب المسلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس اله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسَّر على معسِّر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة " رواه مسلم.



و على الطبيب أن يبدأ المعاينة والعمل الجراحي أو الوصفة بقوله: بسم الله أو باسم الله الرحم الرحيم. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " كل عمل ذي بال لا يبدأ فيه بِـ بسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع " [رواه السيوطي عن أبي هريرة وإسناده حسن].

و من واجب الطبيب بذل النصح للمريض. وأن يقصد بعمله نفع الخلق والإحسان إليهم. ومن النصيحة للمريض أن يجتهد في وصف الدواء الأنسب وأن يحفظ ماله، فلا يصف له دواء غير نافع في مرضه، أو يطلب له تحليلاً أو فحوصات لمجرد أن ينتفع هو أو ينفع مختبراً فيتعاون معه ليقبض عمولة مثلاً. فكل هذه الأمور هي خيانة للمريض ونقض للأمانة التي في عنق الطبيب من النصح له. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إنّ أمولكم وأعراضكم ودماءكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا " [رواه البخاري]. ومن هذا حفظ عرض مريضه فلا يكشف من عورته إلا ما تستدعيه الحاجة والمعاينة الطبية.

و من النصيحة للمريض أن لا يقدم على معالجته في كل حال يتغير منها خلقه، فلا يعالج وهو منزعج ولا وهو على عجلة من أمره ولا وهو غضبان. وقد قاسوا ذلك من أمر الطبيب على ما صح عنه صلى الله عليه وسلم: " عن نهيه للقاضي أن يقضي وهو غضبان " [رواه البخاري ومسلم]. فهذه حالات تُخرج المرء عن أن يحكم بسداد النظر. ويستثنى من ذلك من لو كانت حالته تستدعي السرعة في العلاج.

و من النصيحة للمريض أن يمضي معه أو مع أهله وقتاً كافياً، ليس فقط ما تستدعيه المعاينة الطبية بل ليستوعب الوضع الاجتماعي والروحي للمريض، والذي هو جسد وعقل ونفس. فعلى الطبيب أن يلمسه برفق وأن يصوغ كلماته بأسلوب إنساني تغلفه الرحمة وأن يحسن الإصغاء إليه وأن يسكّن من روعه ويبعث في نفسه السكينة والطمأنينة، اللذان يشدان من عزيمة المريض ويرفعا روحه المعنوية ويقويا وسائل المناعة في جسمه مما يجعلهما عاملاً في الشفاء.

و على الطبيب أن لا يتوانى عن إرسال مريضه إلى مختص. أم عمل لجنة استشارية له إذا كانت حالته تستدعي ذلك قياماً منه بالأمانة والنصيحة المطلوبين منه شرعاً. وعليه أن يبتعد عن غيبة الناس وخاصة زملاءه من الأطباء أو تجريحهم.

و يجب على الطبيب أن يكتم سِرَّ مريضه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " المستشار مؤتمن " [رواه الترمذي]. إلا أن يخلّ هذا الكتمان بمصلحة المريض بالذات أو بمصلحة الجماعة. يقول أبو بكر الرازي: واعلم يا بني أنه ينبغي للطبيب أن يكون رفيقاً بالناس حافظاً لغيبهم، كتوماً لأسرارهم، فإنه ربما يكون ببعض الناس من المرض ما يكتمه عن أخص الناس به، وإنما يكتمونه خصوصياتهم ويفشون إلى الطبيب ضرورة، وإذا عالج من نسائه أو جواريه فيجب أن يحفظ طرفه ولا يجاوز موضع العلة.

و على الطبيب أن يعلم الحرام والحلال فيما يختص بمهنته فلا يصف دواء محرماً إلا إذا انحصر الشفاء فيه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ولا تداووا بحرام " ولقوله سبحانه وتعالى: {و قد بين لكم ما حرّم عليكم إلا ما اضطررتم إليه} [وقد فصلنا ذلك في بحثنا عن التداوي بالمحرمات].

و من ذلك أن يمتنع عن الإجهاض المحرّم أو أن ينهي حياة مريضه الميؤوس من شفائه بأي وسيلة كانت لقوله تعالى: {و لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً}. بل عليه أن يعمد إلى تخفيف آلامه وتهدئة نفسه حتى يأتي أجله. وعلمه بالحلال والحرام، وإتقانه لفنه يجعله يخشى الله في فتاويه لمرضاه كأن لا يفتي لمريض بالإفطار في رمضان وهو يعلم أن مريضه لا يتأثر بالصيام وقد يستفيد منه.

و من أدب الطبيب الدعاء لمريضه وفي هذا مواساة له بالكلمة الطيبة كقوله (معافى) أو (عافاك الله) أو بدعاء مأثور. فقد ورد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده وهو محموم فقال صلى الله عليه وسلم: " كفارة وطهور " [رواه البخاري]. ففي الدعاء للمريض تذكير له بخالق الداء والدواء حتى تبقى نفسه هادئة مطمئنة بالالتجاء إلى الله والتوكل عليه.

و يختلف الأطباء في تعاملهم مع مريض ميؤوس من شفائه كمصاب بسرطان مثلاً، فهناك من يفتح له الأمل ويرجيه الشفاء وقد يكذب عليه، وهناك من يواجه مريضه بالحقيقة سافرة، وهناك من يداري ويواري، فما رأي الشرع الإسلامي؟

الدكتور النسيمي يرى أن على الطبيب أن يكون لبقاً في تعريف المريض بمرضه ومحاولة تطمينه ورفع معنوياته، وكتم الإنذار بالخطر عنه وإعلامه إلى ذويه المقربين، معتمداً على ما يرويه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: " إذا دخلتم على مريض فنفسّوا له في الأجل فإن ذلك لا يردّ شيئاً وهو يطِّيب نفس المريض " [رواه الترمذي وابن ماجة وفي سنده إبراهيم التميمي وهو منكر الحديث (الأرناؤوط)].

أما الدكتور زهير السباعي فيقول: الإسلام هنا لا يضع حدوداً ضيقة ولا يقف مواقف صلبة، إنما يطالب الطبيب بالحكمة وأن يلبس لكل حال لبوسها: فهناك المريض الذي تنهار مقاومته لو عرف حقيقة مرضه، وهناك المؤمن القوي الذي يستطيع أن يجابه مرضه بنفس راضية، وهناك من يحتاج إلى أن يعرف أبعاد مشكلته حتى يلتزم بالحمية والعلاج.

إلا أن القاعدة الأساسية التي يرسمها الإسلام هي الصدق. ولكن أي صدق نتحدث عنه؟ وهل يعرف الطبيب متى ينتهي أجل مريضه؟... إنما الصدق في شرح المشكلة المرضية وليس في تقدير الأجل. فهناك صدق فجٌّ جاف لا يبالي بمشاعر المريض، وهناك صدق لحمته الحكمة والرحمة. ولعل من الحكمة أن يعتمد الطبيب في مصارحته لمريضه على العموميات لا أن يخوض في التفاصيل، وإذا كانت هناك مضاعفات حقيقية فعليه أن يشرحها لذوي المريض حتى لا يتهم يوماً بالإهمال.

أما قيس بن محمد آل الشيخ مبارك فيرى أنَّ المريض إذا كان قاصراً أو صغيراً فيجب عدم إخباره لأن القاصر لا يملك أمر نفسه وعلى الطبيب أن يخبر وليّه الذي أذن له في علاجه، كما أن الصغير مظّنة للسخط.



أما البالغ العاقل فلا شك في أن الواجب الشرعي يقتضي إخباره بكل ما يتعلق بصحته من معلومات، ومصدر الوجوب العقد الذي جرى بينهما. ثم يقول: وأما ما يخشاه الطبيب من أن تزداد حالة مريضه سوءاً إذا علم بحقيقة الأمر فلا يكون مانعاً له أن يخبر المريض لسببين: الأول أن الطبيب قد ألزم نفسه في عقد الإجازة بذلك فلا يجوز له نقض العهد.

و الثاني أن عقيدة القضاء والقدر تعصم المسلم من الوقوع في الاضطراب والانزعاج، والمسلم مأمور بالصبر والتسليم- لأمر الله.

إلا أن قيس بن محمد يعود في نهاية بحثه فيقول: إلا أنه يمكن للطبيب وقد لاحظ عدم إمكانية إخبار مريضه، فيجوز أن يخبر بذلك أهله وأقاربه ليتولوا هم إخباره، إلا أن عليه أن يختار التعابير المناسبة. وكما يقول الإمام السبكي: وإذا رأى علامات الموت لم يكره أن ينبه على الوصية بلطف من القول.



و من أدب الطبيب أن يكون حسن المظهر. إذ يجب أن يكون لباسه جميلاً ونظيفاً ومتناسقاً مع الوظيفة التي أناطها الله به. ومن هذا أيضاً أن يحافظ على صحته، فإنه إذا عدم الصحة كان محلاً لعدم الثقة والنفرة من المرضى.

http://www.science4islam.com/index.aspx?act=da&id=175

2012-02-06

آداب ممارسة مهنة الطب

1- يجب أن يكون الطبيب شخصاً مؤهلاً :

يجب أن يكون الطبيب شخصاً مؤهلاً يمارس الطب ويعالج المرضى ،وكان في السابق يطلق على كل من لديه خبرة بالتطبب قال – صلى الله عليه وسلم – : ” من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن ” ( صحيح الجامع ) .

أما الآن فقد أصبح محصوراً على كل من نال شهادة جامعية تجيز له ممارسة الطب وفق القواعد العلمية المقرة عند أهل هذا العلم ، فلا ينبغي أن يتصدى للطبابة إلا الطبيب المعتبر بحكم الأنظمة والأعراف التي يتعامل بها الناس ، وأن يأذن ولي الأمر بمزاولة المهنة .

2 . الابتعاد عن الشبهات :

يجب أن يبتعد أن يبتعد عن الشبهات ، فلا يشارك في أي نشاط لا يتفق مع شرف المهنة،حتى لا يقف الطبيب موقف الاعتذار، ولا يختلج في نزاهته شك ، ولا يقدح في عرضه إفك ، مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وسلم – : ” فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه “[1]، ورحم الله الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه وأرضاه – حينما قال : ” كنا ندع تسعة أعشار الحلال مخافة أن نقع في الحرام “

لذا فلا ينبغي للطبيب أن يمارس مهنة أخرى تتعارض مع مهنة الطب ، كأن يعمل في الصيدلة إلى جانب عمله كطبيب ، لأن في هذا شبهة أن يصف لمرضاه بعض الأدوية التي تعود بالربح من صيدليته الخاصة دون أن يكون هناك حاجة لوصف هذا الدواء ،فتكون النتيجة أن تتناقل الناس تصرفاته وتضخمها وتزيد عليها ما يسوؤه ويشينه ، حتى يصبح هذا الطبيب سيئ السمعة منهك العرض قبيحا في أعين الناس .

3 . مراعاة حسن الهيئة وتناسب اللباس :

ينبغي على الطبيب مراعاة حسن الهيئة وتناسب اللباس حتى لا يزري به ويسقط مروءته، ولكي لا تتزعزع ثقة المرضى فيه ،فلا يلبس ثوباً تحصل الشهرة فيه بتميّزٍ عن المعتاد بلون أو صفة تفصيل الثوب وشكل له ، أو هيئة في اللبس ، أو مرتفع أو منخفض عن العادة ،فقد أخرج أبو داود في السنن من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ” من لبس لباس شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة ثم تلهب فيه النار ” وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : ” يحرم لبس الشهرة ، وهو ما قصد به الارتفاع وإظهار الترفع ، أو إظهار التواضع والزهد ،لكراهة السلف ذلك “

4 . الصبر :

لا شك في أن مهنة الطب من أنبل المهن وأشرفها ، وكفاها شرفاً وكفى أهلها فخراً أن جعلها الله إحدى معجزات عيسى عليه السلام ،قال تعالى على لسان المسيح :{ وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله } ، فحينما يتعامل الطبيب مع مرضاه ومراجعيه فإنه قد يتعرض إلى العديد من المشكلات أو إلى بعض الكلمات التي تجرح شعوره وربما يتعرض إلى إيذاء شديد ، فينبغي عليه أن يتحلى بالصبر الجميل ، ويحتسب كل ذلك عند الله ، يقول تعالى { وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور } وقال عز من قائل { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } وصح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال :” أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يُبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتُلي على حسب دينه، فما يبرم البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة “

5 . مواكبة ركب العلم :

يجب على الطبيب أن يصل نفسه بركب العلم فيواكب تقدمه ،وأن يكون متابعاً لأحدث ما توصل إليه العلم من حقائق واكتشافات طبية،لكي يكون ناصحاً لمرضاه، فالطبيب مسئوليته عن غيره تجعل وقته ليس خالصاً له ينفقه كيفما شاء ،وعليه أن يقدم لمرضاه أفضل ما توصلت إليه العلوم الطبية من معلومات وطرق علاج .

فإذا أراد الطبيب أن يكسب قلوب مرضاه فعليه بالعلم ، وإن الجهل لا يأتي بخير ، لذا كان يقول عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – : ” من عمل بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح ” فالطبيب محتاج إلى قدر كبير من المعلومات كي يستطيع معالجة المرضى وتشخيص حالاتهم ،وربما يضطر الطبيب إلى تناول بعض الحقائق العلمية والأبحاث الطبية أو المستجدات في هذا العلم من أجل حل مشكلة أو إقناع مخالف أو إفحام خصم ،هذا بالإضافة إلى أن المرضى في الغالب لا يثقون ولا يقدرون حق التقدير إلا الطبيب العالم المستبصر بعلوم فنه ، لذا قالت العرب : ” ليس شيء أعز من العلم ، الملوك حكام على الناس ، والعلماء حكام على الملوك ” .

6 . الأمانة :

الطبيب المسلم يحمل أمانة الإسلام وأمانة المحافظة على صحة المسلمين ورفع الضرر عنهم ، فيجب عليه الالتزام بخلق هذا الدين وأن يكون ذلك جزءا من طبع الطبيب الذي لا ينفك عنه ،يمارسه بلا تكلف في سره وعلانيته ، مراقبا الله في كل تصرفاته ،فالطبيب المسلم يستطيع الدخول إلى قلوب مرضاه دون أن ينطق بكلمة واحدة ، وذلك عن طريق الصفات الكريمة والأخلاق الحميدة ، فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث عمر – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ” ويقول أيضاً : ” لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ” .

7 . الاستعانة بالله :

يجب على الطبيب أن يطلب العون من الله ،وأن يعلم أن الله لو لم يسهل له اكتساب علم الطب لما اجتمعت عنده ،وأن يبدأ عمله باسم الله وأن يعلم بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وإن شاء الناس ، فيورث في قلب الطبيب تفويضاً إلى الله وطمأنينة وثقة به ، وأن لا يستعين الطبيب فقط بحوله وقوته وعلمه فيكله الله لهم فيعجز ، لأن المسلم لا يستطيع مواجهة الصعاب وحده بل يجب عليه الاستعانة بالله لأن به عبادة لله وتوحيده ، كما أن الطبيب ينزع بالاستعانة بالله شعور العجز من نفسه وصلاح قلبه ونجاح عمله وبركة علاجه .

فعلى الطبيب أن يفزع إلى الله وأن يلجأ إليه وأن ينكسر بين يديه،و كان شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – كثيرا ما يقول في دعائه إذا استعصى عليه تفسير آية من كتاب الله تعالى :” اللهم يا معلم آدم وإبراهيم علمني ويا مفهم سليمان فهمني”.

8 . إنزال الناس منازلهم :

على الطبيب أن يراعي قاعدة ” إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ” ، لأن إنزال الناس منازلهم أمر مطلوب شرعاً ،والالتزام به من أهم قواعد تعامل الطبيب مع الآخرين ،إذ لا يمكن أن يتساوى الناس في الدنيا ولا في الآخرة ،فلا يستوي العالم والجاهل ، ولا الجواد ولا البخيل ،كما لا يمكن أن يتعامل الإنسان مع الحاكم كما يتعامل مع المحكوم ،ولا يعني هذا أن الطبيب عليه أن يحتقر الفقراء والمساكين ويمجد الأغنياء والشرفاء،فهذا لا يجوز شرعاً، كما تأباه النفوس السوية ،ولكن يجب عليه أن يحسن تعامله مع الجميع ،وأن ينزل الناس منازل مختلفة،مع مراعاة تجنب الإساءة لأحد أو احتقاره ،ومن هذا المنطلق ينبغي إكرام الكريم وتوقير العالم وإجلال الشيخ الكبير واحترام الوجيه وتقدير الحاكم العادل إن كانوا من أهل الصلاح ، أما الطغاة المجرمون فأولئك لا كرامة لهم ولا إجلال ولا تقدير .

جاء العباس إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد أن أسلم أبو سفيان فقال : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئاً،فقال عليه الصلاة والسلام : نعم فقال : ” من دخل دار المسجد فهو آمن ،ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ”

9 . الاستماع إلى مرضاه بأذن صاغية :

يجب على الطبيب أن يعطي المريض فرصة للحديث وأن لا يقاطعه وأن ينصت إليه ،وهذا خلق إسلامي رفيع ، فقد كان صلوات ربي وسلامه عليه أحسن الناس إنصاتاً للآخرين،جاء عتبة بن ربيعة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال له : يا ابن أخي فقال – صلى الله عليه وسلم – يا أبا الوليد أسمع فقال له عتبة ما قال حتى إذا فرغ قال له النبي – صلى الله عليه وسلم – : أو قد فرغت يا أبا الوليد قال نعم قال : فاسمع مني فأخذ النبي – صلى الله عليه وسلم – يتلو عليه من سورة فصلت … القصة .

فهنا لم يحسن الرسول – صلى الله عليه وسلم – الإنصات وترك المقاطعة فقط ، بل منحه فرصة أخرى لإضافة أي شيء ربما نسيه أو غفل عنه فعلى الطبيب أن يكون بارعاً في الإنصات لمرضاه بالأذن وطرف العين وحضور القلب وعدم الإنشغال بتحضير الرد وعدم الاستعجال بالرد قبل إتمام الفهم.

10: التواضع لله :

ينبغي على الطبيب أن يتواضع لله تعالى ويشكره على أن وفقه لهذه الخدمة الجليلة ،وأن لا يزين له الشيطان أن الشفاء يتم بعلم الطبيب وذكائه وفطنته ، بل يرجع السبب إلى توفيق الله ،وأن الطبيب بشر تجري على يديه أقدار الله جل وعلا بتوفيقه ومشيئته وإرادته وحكمه وعدله .

فالتواضع خلق كريم ، يزيد الطبيب رفعة وعزاً ويحببه إلى قلوب الآخرين يقول الإمام القيم ابن القيم – رحمه الله – : ” ومن مكايده – أي الشيطان – أنه يأمرك أن تلقى المساكين وذوي الحاجات بوجه عبوس ولا تريهم بشراً ولا طلاقة ،فيطمعوا فيك ويتجرءوا عليك ، وتسقط هيبتك من قلوبهم، فيحرمك صالح أدعيتهم، وميل قلوبهم إليك ،ومحبتهم لك فيأمرك بسوء الخلق ، ومنع البشر والطلاقة مع هؤلاء ، وبحسن الخلق والبشر مع أولئك ، ليفتح لك باب الشر ويغلق عنك باب الخير “

11 . معرفة الأحكام الشرعية :

ينبغي على الطبيب أن يتوفر له الحد الأدنى من الدراية بعلوم الفقه وأحكام العبادات ، لأن الناس سوف يستفتونه في أمورهم الصحية ذات الصلة بالعبادات ، وينبغي له أن يلم ببقية الأحكام المتعلقة بالصحة والمرض إجمالا ،لأن هذه المعرفة تحميه وتحمي مرضاه من الوقوع في محظور من المحظورات ،وأن يكون بصيراً بالرخص والأعذار حتى يكون المرضى على اتصال دائم بالعبادات ولا يتعودوا على تركها .

12 . احترام تخصصه الطبي :

على الطبيب أن يحترم تخصصه الطبي إذ أن الاختصاصات الطبية متعددة ومتنوعة، فيجب أن يقوم بإحالة المشكلات الطبية المعقدة إلى ذوي التخصص فيها عملا بالآية { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }،ولا يعني هذا ا، تنحصر اهتمامات الطبيب في تخصصه فحسب، بل عليه أن يلم إلماما معقولا بالخطوط العامة والعريضة لبقية الاختصاصات الأخرى .

13 . عدم شهادة الزور :

يجب على الطبيب إن أدلى بشهادة أو كتب تقريراً طبياً أن يكون مطابقاً للحقيقة ،وأن لا تدفعه نوازع القربى أو الصداقة أو المودة أن يدلي بشهادة تخالف الواقع ، وأن لا يشهد الزور قال النبي – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه : ” ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قال الصحابة بلى يا رسول الله قال : الإشراك بالله وعقوق الوالدين … ثم صمت مليا وقال : ألا وقول الزور ألا وقول الزور فما زال يكررها حتى حسبوه لا يسكت ” رواه الشيخان .

ولله در القائل :

ولا تكتب بكفك غيــر شيء *** يسرك في القيامة أن تـــراه

كما لا يجوز للطبيب أن يمتنع عن إعطاء المريض تقريراً طبياً عندما يطلب منه ذلك،وفق الشروط المتعارف عليها عند أهل الطب ،وبما أن التقرير من أنواع الشهادة قال الله تعالى { ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه }،هذا بالإضافة إلى أن الأصل فيه توقيع طبيبين على التقرير كما هو الحال في الشهادات عموماً،وقيد الحنابلة إلى جواز الاكتفاء بطبيب واحد في حالة عدم وجود طبيب غيره .

14 . المحافظة على أسرار المرضى :

حفظ أسرار الناس وستر عوراتهم واجب متعين على كل مسلم، وهو على الأطباء أوجب، لأن المريض يكشف أستاره طواعية أمام الطبيب ،فيجب على الطبيب أن يصون أية معلومة صلت إليه وأن لا يشيع أمرها وأن يحيط هذه المعلومات بسياج من الكتمان ،وقال – صلى الله عليه وسلم – : ” من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة “

فالأسرار التي يُطّلع عليها بمقتضى المهنة ، كالطبيب والمفتي وأمين السر وغيرهم ،فهؤلاء يجب عليهم كتمان السر إلا إذا أذن صاحب السر بإفشائه،ويستثنى من وجوب كتمان السر الحالات التي يؤدي فيها كتمانه إلى ضرر يفوق ضرر إفشائه،كإبلاغ الجهات المختصة بإصابة المريض بمرض وبائي،أو إبلاغ الزوجة أنه مصاب بمرض جنسي يؤدي إلى الموت كالإيدز مثلا .

15 . عدم الامتناع عن علاج أي مريض إلا بمبرر شرعي أو علمي مقبول :

لا يجوز للطبيب أن يمتنع عن علاج أي مريض إلا بمبرر شرعي أو علمي مقبول ، ولا يجوز له أن يصف له دواء إلا إذا غلب على ظنه بفائدته،وأن يمتنع أن يعطي مرضاه العلاجات المحرمة شرعاً كالإجهاض وغيره من الممارسات المحظورة، إلا لضرورة معتبرة شرعاً .

وإذا قام الطبيب بتحرير وصفة طبية فعليه أن يراعي الأمور الآتية :

- تحرير الوصفة بخط واضح منعا للالتباس وتجنبا لوقوع الصيدلاني في الخطأ

- على الطبيب أن يشرح للمريض كيفية استخدام الدواء وفترة الاستعمال والتأثيرات الجانبية التي قد تظهر من جراء استخدام الدواء .

- يستحب الاحتفاظ بصورة من الوصفة الطبية في ملف المريض أو تدوين الأدوية في ملف المريض .

- لا يجوز وصف دواء محرم كالمخدرات وغيرها إن كان هناك بديل مباح وحلال .

- لا يجوز للطبيب أن يصف دواء غير لازم للمريض ، لأن هذا من الغش الذي نهانا عنه النبي – صلى الله عليه وسلم – .

- مراعاة القواعد العلمية المتعارف عليها في التداوي عند أهل هذه المهنة .

16 . عدم استغلال منصبه لمصالحه الشخصية :

يجب على الطبيب تقوى الله وأن لا يسلك سلوكا مخل بالشرف والأمانة ، وأن يحذر من الوقوع في علاقات آثمة مع مرضاه ،وأن يبتعد عن كل عمل يخالف شرف المهنة ،وأن لا يستغل منصبه من امتيازات من أجل منافع شخصية .

17 . عدم كتمان العلم :

ينبغي على الطبيب أن ينشر العلم بيم الناس لتعليمهم القواعد الصحية التي تقيهم بإذن الله من الأمراض ، فلا يجوز له أن يكتم العلم عن الناس فقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : ” من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة ” .

قلت : وهذا الوعيد في العلم الذي يتعين على الطبيب تبليغه كأن يرى الطبيب مريضاً جاء مستفتياً في أمر ضروري يتعلق فيه مصلحة للمريض ،وليس في نوافل العلم الذي لا ضرورة للناس إلى معرفته .

ويجوز للطبيب كذلك أن يكتم بعض العلم في بعض الأحوال أو عن بعض الأشخاص للمصلحة الشرعية، كما كتم النبي – صلى الله عليه وسلم – عن بعض الصحابة حديث معاذ ” لا تبشرهم فيتكلوا ” في فضل كلمة التوحيد ، خشية أن يتكلوا عليه،ونظير ذلك إذا رأى الطبيب شاباً في مقتبل العمر وسأل عن مضار العادة السرية على سبيل المثال ،وكان في اعتقاد الطبيب أن العادة السرية من الناحية الطبية لا تسبب ضرراً صحياً على من يمارسها ، ولكن يغلب على ظن الطبيب أن الشاب يفعلها فهنا يجوز بل قد يستحب كتمان ذلك على المستفتي ، والله أعلم .

18 . عدم التوسع في قاعدة الضرورات تبيح المحظورات :

لا يجوز للطبيب أن يتوسع في قاعدة الضرورات تبيح المحظورات ،فالنظر إلى عورة المريض للضرورة معتبر في شرع الله،ويجوز كذلك مس العورة بقدر الحاجة ودون تجاوز ، فمتى انتهى الطبيب من الفحص حرم عليه النظر أو اللمس بعده إلا لضرورة أخرى لاحقة ،تطبيقاً للقاعدة الفقهية ” ما جاز لعذر بطل بزواله ” ، وليتذكر الطبيب قوله تعالى { وقفوهم إنهم مسئولون } وأن يتذكر قوله تعالى { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون }

19 . يحرم على الطبيب أن يهدر حياة المريض ولو بدافع الشفقة :

لا يجوز للطبيب أن يهدر حياة المريض بدافع الشفقة ، لأنه قتل للنفس التي حرم الله ،فحياة الإنسان محترمة مصونة في كافة أدوارها ،فلا يجوز للطبيب أن يساعد على إنهاء حياة المريض بأي حال من الأحوال ، كقتل مريض ميئوس من شفائه بحجة تخفيف آلامه والشفقة عليه ، حتى لو كان ذلك بناء على طلب المريض أو ذويه ،ففي صحيح البخاري (3463) : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ” كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات قال الله تعالى بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة ” .

20 . مصارحة المريض بعلته بحكمة ولطف :

على الطبيب أن يصارح المريض بعلته إن طلب المريض ذلك ، وأن تكون المصارحة مبنية على الحكمة في القول واختيار أعذب الألفاظ ،وذلك باستخدام العبارات المناسبة، فيخاطب كلاً على قدر شخصيته ومستواه العقلي ،وعليه أن يتلطف لمرضاه،ويعمل على تذكير المريض بربه ومولاه وخالقه ،وأن يوثق رباطه بالله حتى يهون عليه مرضه وتطمئن نفسه ،ومتى كان الطبيب على هذا المنهج فإنه دائماً يتذكر قول الحبيب محمد – صلى الله عليه وسلم – : ” من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ” .

21 . التنفيس عن المريض ومعاملته بالحسنى :

رغب الشارع في قول الخير لأن فيه تذكيراً بالله عز وجل ،فينبغي على الطبيب أن ينفس على مرضاه وأن يبتسم في وجوههم لقوله – صلى الله عليه وسلم : ” تبسمك في وجه أخيك صدقة ” ،وأن يخفض صوته عند مخاطبة المريض لقوله تعالى { واغضض من صوتك } أدبا مع المرضى والناس ،فلو كان في رفع الصوت البليغ فائدة لما اختص بذلك الحمار إذ أن رفع الصوت على الغير سوء في الأدب وفيه عدم احترام الآخرين .

22 . نداء المريض باسمه :

من الآداب الإسلامية الرفيعة هي نداء الناس بأحب الأسماء إليهم ،وهو نوع من التقدير والاحترام ،فينبغي على الطبيب عدم تجاهل اسم المريض ، فلا يستحب الإكثار من إيراد ضمير المخاطب في مخاطبة المريض كأن يقول : شكوت أو قلت أو تكلمت ، فهذا مما ينافي الأدب ، فالمرء يفرح ويحب إذا سمع تردد اسمه من الآخرين ، وبهذا يستطيع الطبيب أن يكسب قلوب مرضاه ويحببهم إلى نفسه .

23 . عدم الإكثار من المزاح مع المرضى :

رغم أهمية المزاح وحاجة المرضى إليه الترويح عن أنفسهم فإنه لا ينبغي للطبيب أن يكثر منه ،والاعتدال والتوسط فيه هو الخير فلا إفراط ولا تفريط ، قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – : ” من كثر ضحكه قلت هيبته ، ومن مزح استخف به ، ومن أكثر من شيء عرف به ،ومن كثر كلامه كثر سقطه ،ومن كثر سقطه قل حياؤه ، ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه ”

فعلى الطبيب أن يعتدل في هذا الأمر وأن يبتعد عن البذيء من القول والفاحش من الكلام ليكسب قلوب مرضاه ويحوز على ثقتهم .

24 . لا يجوز للطبيب إجراء تجارب علمية على المريض إلا بشروط :

لا يجوز للطبيب إجراء أي بحث علمي فيه مخالفة شرعية ، فلا يجوز مثلا تجريع الخمرة لإنسان بقصد معرفة أضرارها ،لأن الخمر محرمة بنصوص قطعية وتحريمها من المعلوم من الدين بالضرورة، كذلك لا يجوز إجراء التجربة إلا بعد الحصول على موافقة المريض الشخصية ،ولا يجوز استغلال حاجة المريض المادية كالفقراء أو استغلال الوضع الاجتماعي للمريض كالمسجون أو المجنون ،كما يجب عليه أن يعرّف المريض بمراحل البحث وطبيعة التجارب والأخطار المتوقعة دون تدليس أو خداع .

25 . المحافظة على العلاقات الطيبة مع إخوانه الأطباء :

من منطلق قوله تعالى { إنما المؤمنون إخوة } فإن الطبيب أخ لكل طبيب وزميل له في هذه الرسالة الإنسانية المباركة ،فينبغي أن يسود بينهم الحب والتعاون على البر والتقوى مصداقا لقوله تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } فيجب على الطبيب أن يعامل زملاءه كما يحب أن يعاملوه امتثالا لقوله – صلى الله عليه وسلم – : ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ” .

26 . ترك التحاسد والتباغض فيما بين الأطباء :

الطبيب أخو الطبيب يوقر حضرته ويحفظ غيبته ، ويتجنب إساءته ويقدم له العون والنصح والمشورة كلما دعت الحاجة ،ولا يأكل لحمه،ولا يكيد له ولا يحقد عليه، ولا يتبع عورته،فقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال :” لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته ” ،كما قال – صلى الله عليه وسلم – : ” لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً ” .

27 . استشارة إخوانه الأطباء في الحالات التي تستدعي ذلك :

ينبغي على الطبيب ألا يتوانى عن استشارة إخوانه الأطباء إن حيره أمر ما ، أو داخله شك معين في طلب المشورة تحقيقاً لمصلحة المريض،كما يجب عليه أن يقدم مشورته بصدق وأمانة ودون تردد إذا ما طلب منه ذلك مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وسلم – : ” الدين النصيحة ” وقوله – صلى الله عليه وسلم – : ” المستشار مؤتمن ” .

28 . عدم انتقاد الأطباء الآخرين أمام المرضى :

لا يجوز للطبيب أن يكثر الحديث عن نفسه فيذكر محاسن عمله ودقة إنجازاته وأعماله ، وبالمقابل ينتقص من إخوانه الأطباء دون مقتضى شرعي،حتى يجتذب المرضى الذين يعالجون لدى زميله ، أو على أقل تقدير يصرفهم عنه بظلم وعدوان ،فالنفوس البشرية لا تميل إلى الذي يصرف وقته في ذكر منجزاته،خاصة إذا كان عمله الحقيقي لا يدلل عليه ، وقال زهير بن أبي سلمى :

ومهما تكن عند امرئ من خليقة *** وإن خالها تخفى على الناس تعلـــم

هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،


منقول

الكاتب / الدكتور محمد محيى الدين
هذا وما توفيقي إلا بيد الله .. فإن حدث كمال فمن الله ..
وإن حدث نقص فمني ومن الشيطان .. ..

آداب ممارسة مهنة الطب

2014-12-31

الإذن الطبي

الإذن الطبي Medical Consent وهو موافقة المريض وإقراره على إجراء يراه الطبيب المعالج مناسباً لوضعه الصحي بدءاً من المعاينة والفحص إلى الإجراءات الجراحية أو الإشعاعية أو الدوائية اللازمة لتشخيص مرضه أو علاجه . قال الإمام برهان الدين بن فرحون رحمه الله(وإذا إذن الرجل لحجام أن يفصده أو يحقن ولده أو البيطار في دابة فتولد من ذلك الفعل ذهاب نفس أو عضو أو تلف الدابة أو العبد فلا ضمان عليه لأجل الإذن) 1 التداوي والمسئولية الطبية قيس مبارك صــــ 266.

والإذن الطبي في الطب الحديث هو عقد بين الطبيب والمريض يلتزم فيه الطبيب بعلاج المريض وفق أحدث الأصول المهنية المتعارف عليها بين زملاء المهنة.

وتختلف صور العقد بين موافقة ضمنية وموافقة صريحة وعقد مكتوب يشهد عليه شاهدان مع الطبيب والمريض وقد ينوب عن المريض أحد أقربائه إذا لم يكن كامل الأهلية ولا يصح الإذن بالإكراه أو الاستغلال أو الإغراء لغرض إجراء البحوث الطبية أو التدريب وخلافه.

ويستثنى من الإذن الطبي الحالات الخطرة التي تهدد حياة المريض بالموت أو عضو من أعضائه بالتلف وكان فاقداً للوعي أو مريضاً نفسياً ولم يحضر وليه وكذلك الحالات التي تقتضيها المصلحة العامة كالأمراض المعدية بالتحصين وخلافه.

وأنواع الإذن الطبي إذن مقيد لإجراء معين كالختان مثلاً أو إذن مطلق وهو الأنسب للطبيب و خاصة أثناء الجراحة إذ قد يعرض له ما يستوجب إزالته في وقته.

ويحق للمريض رفض العلاج إذا لم يتيقن بشفائه بسبه أما إذا ثبت أن المرض مهلك أو يسبب تلفاً لعضو من أعضائه فيجب العلاج ولا ينافي التوكل قال الإمام ابن تيميه (والتحقيق أن منه ما هو محرم ومنه ما هو مكروه ومنه ما هو مباح ومنه ما هو مستحب وقد يكون منه ما هو واجب).

وللمرض الإذن بالتبرع بأحد أعضائه قبل موته أو بعده إذا لم يكن مكرهاً ولم يكن في ذلك خطر محقق على حياته أثناء أ وبعد نزعه وغلب على الظن نجاح زرعه لمن احتاجه ضرورة. انظر قرار هيئة كبار العلماء رقم 99

وليس للمريض الإذن فيما لا يملك الحق به كأن يطلب الإذن بإعطائه دواء يقتله (موت الرحمة) وهذا يوجب القصاص على الطبيب في أحد قولي العلماء والدية في القول الأخر.

أما فيما دون القتل كتغيير الجنس أو تغيير خلق الله للعبث فيعزر الطبيب وكذلك الصيدلي إذا ركب أدوية مخدرة وباعها لمن يستخدمها في غير العلاج.

أما إذا لم يتعمد الطبيب وحصل من تدخله الجراحي أو غيره تلف فلا ضمان على الطبيب اتفاقاً ما دام أخذ إذن المريض وكان التدخل مباحاً أخذاً بالقاعدة الشرعية (الجواز الشرعي ينافي الضمان). انظر الإجماع لابن المنذر والطب النبوي لابن القيم.

المراجع:

1. التداوي والمسئولية الطبية في الشريعة الإسلامية قيس بن محمد ال الشيخ ط 2

2. مسئولية الطبيب د. أحمد شرف الدين

3. الطبيب أدبه و فقهه د. زهير السباعي د. محمد البار

4. الموسعة الطبيبة الفقهية د. أحمد كنعان

5. Rights & Responsibilities of Doctors Fieur Fisher 1992

2014-12-31

القواعد الشرعية / المجال الطبي

كتاب قيم جداً فيه اجابات لاسئلة ترد كثيراً في المجال الطبي

 

للمؤلف وليد بن راشد السعيدان

وما تميز به ايضاً ربطه لكثير من القواعد الشرعية مع المجال الطبي واعطائه امثلة عملية حولها

http://saaid.net/book/open.php?cat=&book=2183

2014-12-31

ضوابط إدارية وإجرائية للحفاظ على عورات المرضى

 

المصدر: مجلة صحة الخليج المجلد الثالث عشر – العدد 77- شعبان 1426هـ سبتمبر 2005 م
ضوابط إدارية وإجرائية للحفاظ على عورات المرضى بالمملكة العربية السعودية

صدر عن وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية الضوابط الإدارية والإجرائية للحفاظ على عورات المرضى ذكر ذلك الدكتور منصور بن ناصر الحواسي وكيل الوزارة للشؤون التنفيذية، وأضاف بأن هناك ضوابط عامة تتمثل فيما يلي:

 

أولاً ضوابط عامة:

1- يمنع فحص المريض بدون وجود ممرضة.

2- عند إجراء الكشف الطبي على المريض/ المريضة يتم استئذانه أولاً وإيضاح ما سيتم عمله معه وأن كان صغيراً في السن تؤخذ موافقة المرافق.

3- يجب أن يرافق المريضة ممرضة طيلة فترة تواجدها عند الطبيب.

4- يمنع منعاً باتاً فحص المرضى في ممرات المرافق الصحية أو غرف الانتظار.

5- يجب المحافظة على الخصوصية والسرية أثناء فحص المرضى

6- عدم السماح بوجود من ليس له علاقة أثناء الكشف الطبي على المرضى.

7- وضع لوحة إرشادية أو إشارة ضوئية توضح للمراجعين المنتظرين أن الطبيب يقوم بإجراء الكشف ويمنع الدخول.

8- أن يتم تجهيز المرضى للفحص الطبي حسب ما تقتضيه الحالة المرضية مع المحافظة التامة على ستر العورة والأجزاء الأخرى من الجسد.

9- على الطبيب الرفق بالمريض عند إجراء الكشف الطبي ، وإعطائه الوقت الكافي لعرض الجزء المطلوب فحصه.

10- على المريض / المريضة التأكد من ستر وتغطية عورات المرضى سواء كان المريض واعياً أو تحت تأثير التخدير.

11- الحرص على إلباس المريض / المريضة لباساً يتصف بالمواصفات الشرعية يحفظ خصوصيته ويستر عورته كاملة.

12- عدم السماح لعمال وعاملات النظافة بدخول غرف الكشف وأقسام المرضى عند إجراء الكشف الطبي ما لم تستدع الحاجة ذلك.

13- عدم السماح لعمال النظافة بدخول غرف التنويم أثناء الليل إلا عند الضرورة.

14- التأكيد على عدم السماح للعاملين من الذكور بالدخول إلى غرف الكشف أو أقسام تنويم المريضات بدون أسباب تستدع ذلك.

15- يمكن دخول الفريق الطبي من الذكور على المريضة شريطة مرافقة ممرضة وبعد الاستئذان من المريضة للسماح لهم بالدخول.

16- على رئيسة التمريض المسؤولة عن أقسام النساء التأكد من الحاجة لتواجد العاملين من الذكور.

17- على الفريق الطبي المعالج مناقشة الحالة الطبية للمريض مع المحافظة التامة على خصوصية المرضى وسرية المعلومات.

18- لا يسمح للطبيب بالخلوة مع المريضة بدون وجود ممرضة أو مرافق لها.

19- عدم الإخلال بهذه الضوابط أو بعضها على رئيسة القسم المعني إبلاغ الاستشاري المختص.

20- على الفريق الطبي أن يعامل المراجع أو المريض / المريضة كأهم شخص في حياتهم المهنية وأن العلاقة التي تربطهم بالمريض / المريضة هي الأمانة والنزاهة والمحافظة على كرامتهم واحترام خصوصياتهم.

21- الفريق الطبي مؤتمن على المحافظة على عورة المريض / المريضة في حالة غيابه من الوعي وهو مسؤول عن تلك الأمانة.

22- على رئيسة التمريض المسؤولة عن قسم النساء إبلاغ قسم الأمن بالمستشفى عند وجود أشخاص غير مصرح لهم مع المريض / المريضة.

 

ثانيا: ضوابط خاصة:

أ- فيما يخص العيادات الخارجية / الإسعاف:

1- يمنع منعاً باتاً إجراء الكشف الطبي على أي مريضة أو طفل داخل العيادات بدون حضور ممرضة.

2- فصل أماكن انتظار الرجال عن النساء فصلاً تاماً.

3- عدم السماح بدخول الرجال أماكن انتظار النساء.

4- في حالة وجود أمر يتطلب استشارة أو استئذان الزواج أو ولي أمر المريضة يتم دخوله بعد الإعداد المناسب لذلك.

5- لا يتم الكشف على أي مريض إلا على سرير الكشف المخصص لذلك وبوجود ستائر أو حواجز ( سواتر ) تحفظ خصوصية المريض وتستر عوارته وسائر جسده.

6- يجب أن يتوفر على سرير الكشف شرشف لتغطية المريض والسماح بستر عورته وتحديد المكان المعنى بالكشف فقط.

7- الطلب من المريض / الممرضة تجهيز المريض / المريضة للكشف ومن ثم على الطبيب / الطبيبة مباشرة الكشف بحضور الممرض / الممرضة.

8- لا يتم البدء في الكشف إلا بعد شرح ذلك للمريض واستئذانه.

9- العمل على أن يكون سرير الكشف في الجهة المعاكسة لجهة فتح باب العيادة لزيادة ضمان ستر عورة المريض.

10- على الطبيب والممرضة إغلاق الستارة والتأكد من إحاطتها بالمريض والسرير من كافة الجهات قبل البدء بالكشف.

11- على الطبيب التأكد من إغلاق باب العيادة وعدم السماح لغير المعنيين بالتواجد في عيادة الكشف.

12- عند الحاجة لتغيير ملابس المريض/ المريضة بملابس فحص معينة يتم ذلك من قبل المريض / المريضة بدون وجود الفريق الطبي ما لم تتطلب الحالة الصحية المساعدة من هيئة التمريض.

13- الممرضة المسئوولة عن العيادة تقع عليها مسؤولية تطبيق هذه الضوابط بكل دقة مع حفظ النظام وضبط الحركة داخل غرفة الكشف للعيادات / الإسعاف وعلى رئيسة الممرضات متابعة تنفيذ ذلك.

ب- فيما يخص أقسام التنويم:

1. لا يتم الدخول إلى أقسام تنويم النساء إلا بعد الاستئذان من هيئة التمريض.

2. لا يتم الكشف على أي مريضة منومة إلا بمرافقة ممرضة والتي عليها التأكد من إغلاق الستائر وتهيئة الممرضة المراد فحصها للطبيب مع ضمان الخصوصية للمريضات الأخريات.

3. تكون مسؤولية التأكد من تغطية جسد المريضة وستر العورة حسب الأصول الشرعية على الممرضة المسؤولة عن المريضة وعلى رئيسة القسم متابعة ذلك.

4. يمنع دخول أقسام التنويم للنساء ليلاً ما لم يستدع الأمر ذلك وتكون مسئولية متابعة ذلك على رئيسة القسم.

5. يجب أن يحرص الاستشاري / الاختصاصي المختص على أن يلتزم جميع أعضاء الفريق الطبي بالضوابط الخاصة بالكشف على المرضى وخاصة الإناث ويقوم بمتابعة ذلك.

6. عدم السماح بالزيارة إلى أقسام النساء أثناء الليل بعد انتهاء أوقات الزيارة الرسمية.

7. يتم تطبيق الضوابط المذكورة أعلاه على أقسام تنويم الأطفال.

 

جـ - فيما يخص نقل المريض بين أقسام المستشفى المختلفة:

1- لا يتم نقل المريض / المريضة بدون مرافقة أحد أعضاء هيئة التمريض ويكون مسؤولاً عن ستر عورة المريض / المريضة كاملة أثناء النقل.

2- الحرص على أن يرافق المريضة ممرضة أثناء النقل.

3- في حالة النقل إلى المختبرات أو الأشعة أو العلاج الطبيعي ويتطلب الأمر الانتظار يتم إبقاء المرضى في غرفة الانتظار بالقرب من الخدمات المساندة، كل مريض حسب جنسه مع ضمان خصوصية المرضى.

4- مراعاة خصوصية المرضى وستر عوراتهم عند الانتظار لعمل الفحوصات لدى الأقسام المساندة ) الأشعة المختبر، العلاج الطبيعي ...الخ والحرص قدر الامكان على عدم انتظار المرضى في الممرات الخاصة بالخدمات المساندة.

5- عند نقل المريض / المريضة في حالة عدم كمال الوعي أو النوم فإنه يلزم التأكد من ستر المريض ويكون ذلك من مسؤولية الممرضة المرافقة.

6- على هيئة التمريض الإقلال قدر الإمكان من نقل المرضى بين العنابر أو الخدمات المسندة ) الأشعة، المختبر العلاج الطبيعي، ....إلخ ( خلال الفترات المخصصة للزيارة ).

 

 

د . ضوابط الحفاظ على المريض وخصوصياته في قسم العمليات:

1- على الممرضة المرافقة مسؤولية ستر عورة المريضة وتغطيتها بالكامل بما في ذلك الرأس والوجه والمحافظة على خصوصيتها في كل مراحل نقلها.

2- على الممرضة المرافقة عدم ترك المريضة طيلة فترة النقل بدون مرافقتها حتى تسليمها للممرضة المسؤولة عن قسم العمليات.

3- أن يتم تخصيص مكان مستور ( ولو بستار ) في قسم العمليات يتم فيه استلام وتسليم المريضة ونقلها من عربة نقل المرضى ( ترولي ) الخاصة بالقسم المعني إلى عربة نقل المرضى ( ترولي ) الخاصة بغرفة العمليات وبالعكس وتكون مسؤولية ذلك على العمليات . أما في العودة فتكون المسؤولية مشتركة بين ممرضة الإفاقة وممرضة القسم.

4- لا بد من تخصيص منطقة انتظار مستورة داخل قسم العمليات وخاصة للمرضى من النساء وتكون مفصولة عن المرضى الذكور مع مراعاة تكليف ممرضة مسؤولة عن منطقة الانتظار للمحافظة على ستر عورة المريض / المريضة حتى دخول غرفة العمليات.

5- الحرص على عدم تواجد من ليس له علاقة ( بما فيهم عمال / عاملات النظافة ) عند إدخال المريضة / المريض غرفة العمليات وأن تكون مسؤولية ذلك على طبيب التخدير المعنى بالحالة.

6- وجوب المحافظة على بقاء عورة المريضة / المريض مستورة أثناء عملية التحويل من عربة نقل المرضى ( ترولي ) الخاصة بغرفة العمليات إلى طاولة العمليات وتقع هذه المسؤولية على فنية / فني التخدير والممرضة تحت إشراف طبيب التخدير.

7- الحرص على توفير فنية تخدير في جميع الأوقات في غرف العمليات التابعة لمستشفيات أمراض النساء والولادة والأطفال أو غرفة العمليات الخاصة بهذا التخصص في المستشفيات العامة.

8- يجب معاملة المرضى برفق واحترام مشاعرهم والحفاظ على خصوصياتهم والحرص على ستر عوراتهم أثناء توصيلهم إلى أجهزة المراقبة والمحافظة على الهدوء وتكون مسؤولية ذلك على طبيب التخدير والجراحة كل فيما يخصه.

9- يتم وضع لوحة تنبيه في حالة وجود مريضة أنثى في غرفة العمليات أو عند إجراء عملية تحت تخدير موضعي.

10- عند توصيل المريض/ المريضة على جهاز الكلي أو أي جهاز أخر يتطلب الكشف عن جسد المريض / المريضة يجب مراعاة ستر العورة وعدم كشف أي جزء من الجسم ليس له علاقة بذلك وتكون مسؤولية ذلك على الممرضة المناولة.

11- إذا احتاج المريض/ المريضة قبل الشروع في إجراء لعملية الكشف عن العورة المغلظة لأمر ما مثل وضع قسطرة بولية أو لزوم وضع الممرضة / المريض في وضع معين للمملية يجب مراعاة عدم تواجد أي فرد ليس هناك ضرورة لوجوده وأن يتم ذلك من قبل الممرضة للمريضة والممرض للمريض الرجل.

12- يجب عدم تواجد أي فرد لا ضرورة له في غرفة العمليات أثناء تعقيم مكان العملية وتكون مسؤولية ذلك على الجراح وطبيب التخدير والممرضة كل فيما يخصه.

13- عند انتهاء العملية يتم مباشرة تنظيف المريضة / المريض ويغطى الجسم بلباس العمليات مع التأكيد على ستر العورة وتكون مسؤولية ذلك على كل من الممرضة المعقمة والممرضة المناولة وطبيب التخدير.

14- عند نقل المريضة / المريض من طاولة العمليات إلى عربة نقل المرضى ( الترولي ) خاصة العمليات يجب الحفاظ على ستر العورة وإجراء عملية النقل برفق وتكون مسؤولية ذلك على طبيب التخدير مع ضرورة وجود الممرضة المناولة وفني / وفنية التخدير حتى خروج المريضة / المريض من غرفة العمليات وعدم ترك أي منهما في هذه الفترة حتى وصول غرفة الإقامة والتسليم لممرضة الإفاقة .

15- الحرص على ستر المريضة / المريض بالكامل في غرفة الإفاقة وفصل النساء عن الرجال بساتر مناسب وتقع المسؤولية هنا على ممرضة الإفاقة إلى أن يتم تسليم المريض / المريضة إلى ممرضة القسم مع مراعاة ومراقبة ذلك من قبل رئيسة ممرضات غرفة الإفاقة.

 

ملاحظة مهمة

يجب عدم اتخاذ تطبيق هذه الضوابط ذريعة لتأخير أو تأجيل أو إلغاء العملية الجراحية المقررة للمريض / المريضة حيث أن الأولوية القصوى هنا هي لعلاج المريض / الممرضة في الوقت المقرر مع مراعاة مشاعره.


mailto:medical_islamic_ethics@yahoogroups.com