ساحة الأعضاء! تسجيل جديد تسجيل الدخول
English Language

الأورام

2009-10-16

سرطان المعدة Stomach cancer

سرطان المعدة Stomach cancer

 

التعريف:

على الرغم من أن معدل انتشار حالات سرطان المعدة انخفضت انخفاضا ًهائلاً في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية في الـ 60 عاماً الماضية ، فإن هذا المرض لا يزال يمثل مشكلة خطيرة في عدد كبير من بقية دول العالم ، حيث أنها سبب رئيسي للوفاة بهذا النوع من بالسرطان.

هذا التغيير العالمي تقريباً يرتبط بأهم العوامل التي تلعب دوراً رئيسياً في نشوء سرطان المعدة مثل العدوى بجرثومة أتش بايلوراي( (Helicobacter pylori وهي أحد أنواع الكائنات الدقيقة التي تعرف باسم البكتيريا وكذلك عامل النظام الغذائي مهم جداً حيث أن نوع الغذاء وطريقه الأكل لها دور في نظريات نشوء هذا النوع من السرطان ، وخاصة نوع الأطعمة التي قد تكون ربما عالية الملوحة ، والأطعمة المدخنة والمخللة عامة في المناطق التي تفتقر إلى التبريد كوسيلة للحفاظ على المواد الغذائية وتستخدم مثل هذه الطرق للحفظ.

ورغم أن سرطان المعدة يُعالج بسهولة عندما نكتشفه في وقت مبكر . لكن للأسف ، في الوقت الذي تظهر بعض أعراض سرطان المعدة ، غالباً تكون الحالة قد وصلت إلى مرحلة متقدمة وربما تكون قد انتشرت خارج المعدة أيضاً.

 

الأعراض :

العلامة المبكرة الوحيدة على حدوث سرطان المعدة هي اكتشاف وجود نزيف داخلي دقيق ومستمر , عادة لا يكتشف إلا بواسطة اختبارات فحص البراز للدم. وقد يصاب المريض بفقر الدم والوهن والتعب, إذا كان هذا النزيف مستمراً لفترة طويلة يسبب فقدان الكثير من خلايا الدم الحمراء كما أن سرطان المعدة قد يؤدي أيضا إلى أعراض أخرى غير محدده مثل حرقة المعدة وألم البطن ، والتي يمكن أن يخطئ التشخيص فيها لتشابهها مع قرحه المعدة ، وهي أكثر المشاكل شيوعاً.

أما عندما يكون السرطان أكثر تقدما فستظهر بعض علامات وأعراض أخرى مثل :

1- عدم الراحة في المنطقة العليا من البطن مع الم مستمر لا يخف أو يهدأ باستخدام مسكنات أو مضادات الحموضة المعروفة ويزداد مع الأكل.

2- براز أسود بسبب النزيف الذي يحصل في المعدة .

3- تقيؤ الدم أحياناً .

4- التقيؤ بعد الوجبات والغثيان المستمر .

5- الضعف والإعياء وتدهور الصحة العامة .

6- نقص مستمر في وزن الجسم .

7- الشعور بالامتلاء بعد اقل كميه من الأكل.

وجود بعض هذه العلامات والأعراض لا يعني بالضرورة أنه لديك سرطان المعدة.خاصة وأن هناك حالات لأعراض مشابهه مثل قرحه المعدة ولكن يجب مراجعه الطبيب الذي سوف يقوم بأجراء الفحوصات والتأكد من التشخيص .

الأسباب:

أن المعدة عبارة عن كيس من العضلات القوية تقع في أعلى البطن.يتكون جدران المعدة من بثلاث طبقات من العضلات القوية التي تخلط الغذاء بالإنزيمات والأحماض التي تنتجها الغدد في بطانة المعدة الداخلية. وبفضل الله فأن أنسجة معدتك الرقيقة محمية من هذا المزيج الحمضي بواسطة جدار مخاطي سميك يَكْسو بطانةَ المعدةَ.

أنواع سرطان المعدة:

1- سرطان أدنيو ويشكل الغالبية العظمى لأمراض سرطان المعدة ينشأ عاده في الخلايا الغددية بداخل بطانة المعدة . وتمثل تقريبا حوالي 95 بالمائة من كُلّ أنواع سرطان المعدةِ.

2- ورم الغدة اللمفاوية. وهذه سرطانات لنسيج الجهاز المناعي في جدار المعدة. بَعْض أورام الغدد اللمفاوية سريعة النمو ، بينما أورام أخرى تنمو ببطء أكبر هذا النوع من الورم يتبع عاده الإصابة المزمنة بالتهاب جرثومة المعدة (اتش بايلوري) وكثيرا ما يمكن علاجه عند العثور عليها في المراحل المبكرة.

3-ورم الكارسنيويد Carcinoid) ) يشكل نسبة ضئيلة من حالات السرطان في المعدة حيث تنشأ في خلايا المعدة المنتجة للهرمونات ويتميز بأنه اقل نموا وانتشارا من غيره .

4- الأورام المعدية المعوية stromal ويعتقد الأطباء أن هذه الأورام.

يمكن أن تحدث في أي مكان من المرئ إلى المستقيم.

لماذا يحدث سرطان المعدة:
العلم عند الله لا أحد يعلم لماذا بعض الناس يحدث لهم هذا الخلل في انقسام الخلايا وتكاثرها بهذا الشكل, تتحكم الجينات في صحة الخلايا أثناء النمو بشكل منتظم وتحتوي المواد الجينية على تعليمات لجميع العمليات الكيميائية في الجسم. بعض الجينات في الحامض النووي الخاص بك تعزز بعض الخلايا للانقسام أو يبرمج بعض الخلايا للموت في الوقت المناسب . هناك جينات أخرى تساعد على التحكم في عمليات إصلاح الحمض النووي. ولكن عندما يتلف الحمض النووي ، هذه الجينات قد لا تعمل بشكل صحيح ، مما تسبب خلل في نمو الخلايا خارج السيطرة في نهاية المطاف على شكل ورم ثم تتحول إلى كتلة من الخلايا الخبيثة.

ورغم أن أسباب العديد من أنواع السرطان ليست واضحة ، ولكن الباحثين نجحوا في تشخيص بعض العوامل التي تتلف وتدمر الحمض النووي في خلايا المعدة وفهم الكيفية التي أدى بها التلف إلى السرطان. وتشمل هذه العوامل ما يلي :

1- العدوى بجرثومة المعدة (اتش بايلوري)

رغم أن غالبية سكان العالم مصابون ببكتيريا على هيئةِ المفتاحَ تسمى (Helicobacter pylori) حيث تعيش في أعماق الطبقة المخاطية التي تكسو بطانة المعدة لكن لازال ليس واضحا تماما كيف تنتقل هذه البكتيريا ، فمن المحتمل أنها تنتشر من شخص لآخر عن طريق الفم أو تناولها في الماء الملوث. ربما تحدث الإصابة بها في مرحلة الطفولة ، ويمكن أن تستمر في الجسم طوال الحياة إذا لم يعالج. ويعتقد أنها السبب الرئيسي لقرحة المعدة.

ربما وجود قرحه المعدة ليس سبباً للإصابة بسرطان المعدة لكن وجود هذه البكتريا يشكل مزمن ربما يكون عاملاً مهما لكثره الالتهابات في جدار المعدة وتدمير الغدد المنتجة للحمض وربما سببا للأورام .

2- التعرض لماده النترات والنتريت. وهذه مواد كيماوية أساسهاَ النيتروجين الذي يُضافُ إلى بَعْض الأطعمةِ، خاصة الشواء والنقانق والمندي والمظبي, كل من النترات والنتريت تتجمع مع غيرها من المواد التي تحتوي على النيتروجين في معدتك لتشكيل مواد مسرطنة لا سمح الله .

كذلك فأن الأطعمة المدخنة أو المملّحة و المقددة و خاصة المحفوظة لفترات طويلة من اللحوم الحمراء وذلك لأن هذه الأطعمة غالبا ما تحتوي على كميات كبيرة من النترات والنتريت ، والتي يمكن تحويلها في المعدة إلى مركبات مسرطنة ولذلك نجد انه في البلدان التي تستهلك اللحوم المملحة والأسماك والخضروات المخللة بشكل كبير مثل اليابان لديها معدلات عالية من سرطان المعدة.

3- تعاطي التبغ والكحول. أن تعاطي التبغ والدخان يثير بطانة المعدة, ولذلك نجد أن نسبه المصابين بسرطان المعدة من المدخنين ضعف غيرهم وكذلك المتعاطين للكحول .

عوامل الخطر:

وجود عدوى بجرثومة المعدة (اتش بايلوراي) ويعتقد الباحثون أن العوامل الوراثية تجعل بعض الناس أكثر عرضة لهذا المرض. أكثر من الإصابة بـ الجرثومة فقط .

2- الرجال لديهم ضعف معدل سرطان المعدة من النساء.

3- العمر, معظم الناس الذين يتطور عندهم سرطان المعدة يكونوا أكبر من 50 عاما.

4- النظام الغذائي, الأطعمة التي تحفظ بالتدخين ، أو التمليح أو التخليل تزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة. كذلك الأطعمة التي تحتوي على النترات والنتريت ، مثل اللحم المقدد ، واللحوم المصنعة و لحم الخنزير وعلى الجانب الآخر ،إن استهلاك الكثير من الفواكه والخضروات ، وخصوصا تلك التي هي عميقة الصفار أو الحمراء ، مثل الطماطم والجزر و البطاطا الحلوة ، يساعد على الحماية من سرطان المعدة بأذن الله.

5- تعاطي التبغ,إن المدخنين يحدث عندهم سرطان المعدة ضعف ما يحدث لغير المدخنين.

6- جراحة المعدة السابقة كذلك احتمال الإصابة بسرطان المعدة قد يزيد عند الأشخاص الذين فقدوا جزء من المعدة إثر عمليه وغيرها .

7- الأورام الحميدة في المعدة معظمها غير سرطاني (حميدة) لكن الزوائد اللحميةَ قَدْ تَكُون مسرطنة في المستقبل .

8- متلازمات السرطانِ العائليةِ. وتشمل هذه وجود أمراض وراثية و أورام تنتشر في بعض العائلات والأسر, وذلك مثل الناس الذين يحملون تغيرات في جينات BRCA1 و BRCA2 تزيد لديهم مخاطر الإصابة بسرطان المعدة. و هذه التغيرات يعتقد سابقاً أنها ترتبط فقط مع سرطان الثدي والمبيض.

9- التاريخ العائلي يكون أكثر عرضة إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب أصيبوا بهذا المرض لا سمح الله

10- فقر الدم الخبيث و غالبا ما يرتبط بضمورية المعدة متى كانت معدتك لم تعد قادرة امتصاص فيتامين ب 12 امتلاك المرض يمكن أن يزيد بشكل طفيف من مخاطر الإصابة بسرطان المعدة.

11- فصيلة الدم لأسباب غير واضحة ، الأشخاص من فصيلة الدم ألف يكون لديهم خطر الإصابة بسرطان المعدة أعلى من الذين لديهم فصائل دم أخرى.

12- بلد المنشأ. سرطان المعدة أكثر شيوعا في بعض أجزاء من العالم وخاصة اليابان ، وكوريا ، وأجزاء من شرق أوروبا ، وأمريكا اللاتينية هذه الاختلافات من المحتمل تتعلق نوع الغذاء و العدوى بجرثومة المعدة كذلك سرطان المعدة يحدث في أغلب الأحيان في البلدان التي توجد فيها كميات كبيرة من اللحوم أو اللحوم المدخنة ، والأطعمة المملّحة والمخللة المستهلكة بشدة , أو عندما يكون هناك نقص في التبريد كوسيلة للحفاظ على المواد الغذائية.

13- السمنة أيضاً . الوزن الزائد قد يرتبط بزيادة مخاطر التعرض لبعض أنواع السرطان ، منها سرطان المعدة.

متى تطلب المشورة الطبية؟

سرطان المعدة من الأمراض الممكن علاجها إذا شخص في وقت مبكر. إلا أنه نادرا ما يسبب أية أعراض في بداية مراحله. وعند حدوث الأعراض ، فإنها غالبا ما تكون غامضة ويمكن بسهولة أن يتم الخلط بينها وبين عدد من الأمراض الأكثر شيوعا وأقل خطورة مثل فيروس المعدة أو القرحة المعدية والحموضة. فمن كل خمسة أشخاص مصابين بهذا المرض يتم تشخيص واحد على الأكثر قبل انتشار المرض خارج المعدة.

استشر طبيبك إذا كان لديك شعور بعدم الراحة في المنطقة العليا أو المتوسطة من بطنك ، وخاصة إذا حدث ذلك بالتزامن مع الإرهاق وفقدان الوزن.

اذهب إليه فورا إذا كان برازك أسودا ، أو كنت تتقيأ مباشرة بعد الأكل. وإن لم تكن هذه الأعراض دائما مؤشرات لسرطان المعدة ، حيث قد تنجم عن حالات أخرى تتطلب رعاية طبية.

التشخيص:

للمساعدة في تشخيص سرطان المعدة واستبعاد أي احتمالات أخرى ، قد يوصي طبيبك بواحد أو أكثر من الاختبارات التشخيصية التالية :

التنظير العلوي: ويسمح هذا الإجراء لطبيبك برؤية أي تغييرات في الجهاز المعوي العلوي والتي قد لا تكون مرئية بالأشعة السينية. ولرؤية الأنسجة المبطنة لجهازك المعوي العلوي يقوم طبيبك بإدخال أنبوب رقيق ومرن ومضاء (المنظار) عن طريق الفم نزولا إلى المريء والمعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة الخاصة بك. حيث يكون حلقك مخدرا قبل أن يطلب إليك بلع الجهاز المعروف بـالمنظار ، كما سيتم حقنك ببعض الأدوية لضمان شعورك بالراحة خلال العملية.

وفي حال وجد الطبيب أي جزء مريب في الأنسجة المعوية العلوية فإنه يقوم بأخذ خزعة (عينة صغيرة) عن طريق جهاز مركب في المنظار ثم يتم إرسالها إلى المختبر ليتم فحصها من قبل أخصائي علم الأمراض.

تستغرق عملية التنظير العلوي مابين 20 إلى 30 دقيقة إلا أنه لن يتم إرسالك إلى البيت ألا بعد انتهاء مفعول المسكنات والأدوية التي تم حقنك بها قبل العملية وذلك بعد حوالي ساعة أو ساعتين بعدها. كما وتعد مشاكل وأخطار العملية نادرة جدا والتي قد تتضمن النزيف أو ثقب بطانة المعدة ، أما أكثر المضاعفات شيوعا فهو التهاب الحلق وذلك جراء بلع المنظار.

تصوير المعدة بالأشعة السينية مع وجبة الباريوم

وتستخدم هذه الطريقة لتصوير المريء والمعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة أو ما يعرف با الإثنى عشر عن طريق الأشعة السينية.

وقبل إجراء التصوير عليك بشرب كمية من سائل الباريوم الثقيل والذي يقوم بتغليف بطانة الجهاز الهضمي العلوي بشكل مؤقت ليتم بعد ذلك تصويرها بالأشعة السينية لتبدو في غاية الوضوح، كما وقد يطلب منك ابتلاع بعض الحبوب والتي تقوم بتوسيع وشد جدران الأمعاء لتمنح صورة أفضل لها.ومن تلك الحبوب بكربونات الصوديوم.

وبعد الانتهاء من عملية التصوير بإمكانك الأكل بصورة طبيعية واستئناف أنشطتك المعتادة، كما وينصح بالإكثار من شرب المياه للمساعدة في طرد الباريوم من جسمك، والذي قد يسبب لك الإمساك.

في حال تشخيص المرض لديك بسرطان المعدة لا قدر الله فإنه من المرجح أن يقوم الطبيب بإجراء المزيد من الاختبارات حتى يتمكن من تحديد مدى انتشاره واختيار العلاج المناسب أو الأكثر ملائمة لحالتك. وقد تشمل هذه الاختبارات:

منظار الموجات فوق الصوتية:

يساعد هذا الاختبار في معرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر في جدران المعدة أو في الأنسجة المجاورة لها أو في الغدد اللمفاوية. ويعمل هذا الجهاز بمثل الطريقة التي يعمل بها المنظار العلوي، إلا أنه في هذه الحالة يحمل مسارا صغيرا يستخدم الموجات الفوق صوتية لإنشاء صور للمعدة والأنسجة المحيطة لها وكذلك الغدد اللمفاوية.

جهاز التصوير المقطعي(CT):

ويستخدم للتحقق من مدى انتشار السرطان خارج المعدة وخاصة الكبد والرئتين، حيث يستخدم هذا الجهاز تقنية التصوير المقطعي بالأشعة السينية ويقوم بأخذ صورة كل ثانية مما يبين ويعطي صورة تفصيلية للجسم، تعد كمية الإشعاع التي يتعرض لها الجسم أثناء التصوير المقطعي أكثر بكثير من تلك أثناء التصوير بالأشعة السينية العادية إلا أن نتائج هذا النوع من التصوير الإيجابية تطغى على مخاطره.

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI):

ويستخدم أيضا لمعرفة مدى انتشار السرطان خارج المعدة. ويستخدم في هذا الجهاز مجال مغناطيسي قوي بالإضافة إلى موجات الراديو مما ينتج صورة واضحة للجسم.

التصوير بالأشعة السينية للصدر:

يستخدم هذا الاختبار لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر في الرئتين إلا أن فاعلية التصوير المقطعي أفضل منه بكثير وقد تغني عنه.

الأدوية والعلاج:

تعتمد الخطة العلاجية لسرطان المعدة على عدة عوامل، بما في ذلك موقع الورم، ومدى تقدم الحالة، والصحة العامة للمصاب، وما يختاره أو يفضله المصاب بالسرطان وخاصة في حالاته المتقدمة. مع العلم أن اختيار خطة العلاج يعد من القرارات الكبيرة والمصيرية، ومن المهم للمصاب أن يأخذ بعض الوقت للتفكير فيها وتقييم اختياراته.

كما يمكن للمصاب أن يطلب رأي طبيب آخر قد يمنحه المزيد من المعلومات عن الاختيارات المتاحة للعلاج.

إن الهدف من أي علاج هو القضاء التام على السرطان، وفي حال عدم تيسر هذا الأمر يصبح التركيز على وقف انتشار الورم والتقليل من أضراره هو الهدف. وفي بعض الحالات فإن التخفيف من الآلام والتلطيف من الأعراض يكون هو الأفضل، وهذه الطريقة لا تهدف إلى إزالة المرض أو علاجه ولكن تهدف لجعل المصاب مرتاحا قدر الاستطاعة.

وتشمل خيارات العلاج التالي:

الجراحة:

وهذا هو العلاج الأكثر شيوعا لسرطان المعدة، إلا أنه يعتمد على مدى انتشاره، حيث يقوم الجراح بإزالة جزء من المعدة أو نصفها أو يقوم بإزالتها كلها بالإضافة إلى بعض الأنسجة المحيطة بها وكذلك بعض العقد اللمفاوية القريبة من الورم. وفي حال كانت الجراح قد أزال جزءا من المعدة فإنه يقوم بربط الجزء المتبقي منها بالمريء من الأعلى والأمعاء من الأسفل، أما في حال قام بإزالت كامل المعدة فإنه يقوم بربط المريء مباشرة بالأمعاء الدقيقة. في عام 2006 اقترحت إحدى الدراسات العلمية أن استخدام العلاج الكيميائي قبل وبعد العلاج الجراحي يزيد من نسبة النجاح عند بعض المصابين بسرطان المعدة حيث يمكن للمصاب مناقشة الطبيب في هذا الخيار من العلاج.

عند اكتشاف الإصابة بشكل مبكر وقيام الجراح بإزالة الورم بالكامل فإن النسب النجاح قد تصل إلى نسبة تقارب 95٪ ، ولكن للأسف فإن التشخيص نادرا ما يكون قبل انتشار الورم في المعدة من خلال جدرانها والعقد اللمفاوية المجاورة لها أو غيرها من الأعضاء الداخلية، وفي هذه الحالة قد تتعذر عملية استئصال الورم بشكل كامل وعندها قد يقوم الطبيب باختيار أحد العلاجات المخففة للآلام والملطفة للأعراض، أو يقوم بإيقاف النزيف إن وجد وإزالة الإنسدادات المعوية. في بعض الحالات المتقدمة للورم يمكن استخدام أشعة الليزر الموجهة بالمنظار لحرق وتبخير بعض أجزاء الورم لإزالة الانسداد الذي يسببه دون الحاجة لإجراء عملية جراحية.

بعد عملية استئصال المعدة قد يعاني بعض المصابين من مشاكل تسرب أو انسداد في الأمعاء وبخاصة في أماكن الاتصال الجراحية. أما أكثر المشاكل شيوعا والتي تحدث مع الاستئصال الجزئي أو الكلي للمعدة فهي الإسهال والقيء والإغراق والذي يحدث نتيجة الامتلاء السريع للأمعاء الدقيقة بالغذاء الغير مهضوم. إن الأعراض التي تحدث مع الإغراق سواء أكان مبكرا (بعد تناول الطعام مباشرة) أو متأخرا (بعد عدة ساعات من الانتهاء من تناول الطعام) تشمل الغثيان والقيء والإسهال والتشنجات والدوخة.

العلاج الكيميائي:

ويستخدم هذا العلاج المواد الكيماوية لقتل الخلايا السرطانية، حيث يتم حقنها وريديا أو تناولها عن طريق الفم، حيث تنتقل عبر الدم، وغالبا ما تستخدم للقضاء على الخلايا السرطانية المتبقية بعد العلاج الجراحي، أو لعلاج بعض حالات السرطان والتي تكون قد انتشرت في أجزاء أخرى من الجسم، كما من الممكن استخدام العلاج الكيميائي في السيطرة على نمو السرطان وكذلك في علاج الأعراض المتقدمة له. وفي الغالب يتم استخدام العلاج الكيميائي بالاشتراك مع أنواع أخرى من العلاج، فعلى سبيل المثال يستخدم العلاجين الكيميائي والإشعاعي في علاج سرطان المعدة في حال لم يتجاوز أنسجت المعدة أو الأنسجة المحيطة بِها وذلك للتحسين من العلاج ونتائجه.

في عام 2006 وجدت دراسة علمية أن تلقي العلاج الكيميائي قبل وبعد العملية الجراحية لاستئصال سرطان المعدة يعطي نتائج أفضل من تلقيه بعد العملية فقط. وذلك بعد اختيار عدد من الأشخاص الذين يعانون من سرطان المعدة عشوائيا وتلقي بعضهم العلاج الجراحي فقط وتلقي الجزء الآخر منهم ثلاث جرعات من العلاج الكيميائي قبل الجراحة وثلاث بعدها. وقد كانت نتائج إضافة العلاج الكيميائي قبل وبعد الجراحي أن قللت من خطورة عودة السرطان وكذلك زادت من نجاح العلاج.

وبما أن العقاقير المضادة للأورام السرطانية تؤثر أيضا على الخلايا السليمة وبخاصة التي تختص بصفات النمو السريع كخلايا الجهاز الهضمي ونخاع العظام، فإن أهم الأعراض الجانبية للعلاج الكيميائي هي الغثيان والقيء والتعب وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المعدية وذلك بسبب نقص الخلايا البيضاء. وليس كل المصابين والمتلقين لهذه العلاجات يتعرضون لهذه الأعراض. ولعلاج بعض هذه الأعراض فإن تلقى المصاب للأدوية المضادة للغثيان أو الوخز بالإبر وممارسة تقنيات الاسترخاء قد تخفف منها.

العلاج بالأشعة:

ويستخدم هذا النوع من العلاج طاقة عالية من الأشعة السينية لقتل الخلايا السرطانية، وعلى عكس العلاج الكيميائي الذي يؤثر على كامل الجسم، فإن العلاج الإشعاعي يؤثر فقط على الأجزاء التي يمر من خلالها الشعاع، وذلك لأن أي نسيج يلامسه الشعاع قد يتضرر. والأطباء المعالجون بهذا النوع حريصون على استهداف الخلايا السرطانية دون المساس بالخلايا السليمة قدر الإمكان. الأشعة القادمة من خارج الجسم أي من جهاز إشعاع تستخدم في علاج سرطان المعدة عادة وخاصة بالدمج بينها وبين العلاج الكيميائي. كما وقد تساعد في تخفيف الألم والأعراض الأخرى للورم، أما الآثار الجانبية لها فقد تشمل حروق مماثلة لحروق الشمس على الجلد، والغثيان والتقيؤ.

المضادات الحيوية:

وتختار هذه المضادات بعناية للأشخاص الذين يعانون من جرثومة المعدة المرتبطة بالعقد اللمفاوية المعدية حيث تقوم بالقضاء عليها، وفي حال كانت هي سبب السرطان فإن الطبيب قد يحتاج إلى رصد دقيق للحالة لمنع عودتها مرة أخرى أو في حال تقدم الحالة قد يضطر الطبيب إلى اللجوء إلى علاجات أكثر فاعلية لهذه البكتيريا.

الدعم النفسي :

القول بأن شخصاً ما عنده ورم يعتبر أمراً مخيفاً ومزعجاً ومن الممكن أن يجعل هذا الشخص يحس بأنه لم يعد يتحكم في صحته وأنه قد أنتهى ، ولذلك فينبغي التنبه عن اطلاع المريض على مثل هذه الأخبار السيئة وهناك العديد من الخطوات التي يجب اتخاذها لتجنب الصدمة والإحساس بالألم الذي سيعاني منه المصاب بعد التشخيص ولذا فيجب على الطبيب وكذلك أقرباء المصاب الوقوف مع المريض ودعمه نفسياً وتذكيره بالله وبالصبر والاحتساب وعدم اليأس والقنوط وأن الله الذي وضع البلاء أوجد له الدواء وفتح باب الأمل له في العلاج قدر المستطاع .

توجيهــــــات :

-     اقرأ قدر ما تسطيع عن هذا النوع من الأورام وسجل أسئلتك وأحضرها إلى طبيبك وعند إجابة الطبيب لهذه الأسئلة سجل ملاحظاتك واطلب من عائلتك الحضور معك أثناء الموعد ليستفيدوا ويسجلوا ملاحظاتهم .

-     حاول أن تجد شخصاً تتكلم معه وتشاركه أحاسيسك وليكن ذلك صديقاً عزيزاً عليك أو فرداً من أفراد عائلتك على أن يكون مستمعاً جيداً أو تحدث مع أحد المشايخ أو المستشارين الذين تثق بهم ، بعض الناس المصابين لديهم قدرة فريدة في التبصر والحكمة والاتزان وهؤلاء لا خوف عليهم .

-     اهتم بنفسك : اهتم بجسمك وبعقلك أثناء العلاج.

-     اختر وجبات صحية غنية بالفواكه والخضروات والحبوب.

-     عليك بالتمارين الرياضية وأخذ قدراً كافياً من الراحة والنوم .

-     قلل من التوتر الذي يصاحب حياتك بالاسترخاء مثل الاستماع للقرآن الكريم أو قراءة الكتب أو الصحف .

-     أنظر للحياة بتفاؤل وإيجابية وإياك واليأس والقنوط فإن الله يحب العبد المؤمن الذي إذا أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.

 

إعداد/ د.عبدالعزيز صالح البطاطي.

إشراف ومراجعة/ د.محمد الغامدي.

 

E.mail ghamdims2@ngha.med.sa:

 

2009-10-16

سرطان المعدة Stomach cancer